تُعد خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض من أبرز القضايا القانونية التي تشغل المحاكم المصرية، وتمثل تحديًا كبيرًا للمتعاملين في الحياة اليومية.
يحدث كثيرًا أن يوقع شخص على ورقة فارغة “على بياض” ثقةً في الطرف الآخر، ثم يتفاجأ بإساءة استخدامها لتحميله التزامات مالية لم يوافق عليها.

هذه الجريمة تختلف عن التزوير في الأوراق الموقعة على بياض حسب طريقة الحصول على الورقة، وقد أرست محكمة النقض المصرية مبادئ قانونية واضحة للتمييز بينهما.
العناصر الرئيسية للمقال:
- تعريف خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض وأركانها القانونية.
- الفرق بين خيانة الأمانة والتزوير في الأوراق الموقعة على بياض.
- العقوبات المقررة بموجب المادة 340 من قانون العقوبات المصري.
- أحكام محكمة النقض الهامة في إثبات خيانة الأمانة.
- إجراءات إثبات خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض.
- أمثلة واقعية من قضايا خيانة الأمانة بالمحاكم المصرية.

ماهية خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض
التعريف القانوني والأركان
خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض هي جريمة مستقلة تحدث عندما يؤتمن شخص على ورقة ممضاة أو مختومة على بياض، ثم يخون هذه الأمانة بكتابة بيانات في الفراغ فوق التوقيع أو الختم، مما يترتب عليه إلحاق ضرر بصاحب التوقيع.
أكدت محكمة النقض المصرية أن تغيير الحقيقة في الأوراق الموقعة على بياض ممن استؤمن عليها هو نوع من خيانة الأمانة، وليس تزويرًا بالضرورة.
تتكون هذه الجريمة من عناصر أساسية يجب توافرها:
- التسليم الاختياري للورقة الموقعة على بياض، حيث يسلم المجني عليه الورقة طوعًا للجاني على سبيل الحيازة الناقصة مع التفويض في التصرف بها ضمن حدود معينة.
- خيانة الثقة عندما يتجاوز الجاني حدود التفويض الممنوح له ويكتب بيانات تختلف عما اتفق عليه.
- حدوث الضرر أو احتمال حدوثه لنفس صاحب التوقيع أو ماله نتيجة التلاعب في محتوى الورقة.
الأساس القانوني في التشريع المصري
نصت المادة 340 من قانون العقوبات المصري على معاقبة من يرتكب جريمة خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض بالحبس، ويمكن أن يُضاف إليه غرامة لا تتجاوز خمسين جنيهًا مصريًا.
هذا النص القانوني يفرق بوضوح بين حالتين:
- الحالة الأولى: عندما تُسلم الورقة الموقعة على بياض إلى الشخص الذي خان الأمانة بشكل اختياري، وهنا تكون الجريمة خيانة أمانة.
- الحالة الثانية: عندما يستحصل الشخص على الورقة بأي طريقة غير التسليم الاختياري، وهنا يُعتبر مزورًا ويُعاقب بعقوبة التزوير .
القانون المصري يهدف من خلال هذه المادة إلى حماية الثقة المتبادلة بين المتعاملين في المجتمع، وردع كل من يسيء استغلال الأمانة الممنوحة له في أوراق موقعة على بياض.
المشرع المصري راعى التوازن بين حماية حقوق الموقع على بياض وبين تيسير المعاملات التجارية والمدنية التي قد تتطلب التوقيع المسبق على أوراق لإتمامها لاحقًا.
الفرق بين خيانة الأمانة والتزوير في الأوراق الموقعة على بياض
معيار التفرقة الأساسي
المعيار الجوهري للتفرقة بين خيانة الأمانة والتزوير في الأوراق الموقعة على بياض هو طريقة الحصول على الورقة الموقعة.
قررت محكمة النقض المصرية في أحدث أحكامها الصادرة عام 2025 في الطعن رقم 11051 لسنة 85 قضائية أن:
تغيير الحقيقة في الورقة الموقعة على بياض ممن استؤمن عليها يُعتبر خيانة أمانة، بينما إذا كان الاستيلاء على الورقة قد حصل خِلسة أو نتيجة غش أو طرق احتيالية أو بأية طريقة أخرى خلاف التسليم الاختياري ، فعندئذ يُعد تغيير الحقيقة فيها تزويرًا.
في خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض، يكون التسليم اختياريًا وطوعيًا من صاحب التوقيع إلى الشخص الآخر، مع وجود ثقة وتفويض محدد.
هنا تنتقل الحيازة الناقصة فقط، بمعنى أن الشخص المؤتمن لا يملك الورقة ولكنه مفوض باستخدامها ضمن حدود معينة.
أما في التزوير في الأوراق الموقعة على بياض، فإن الحصول على الورقة يتم بطرق غير مشروعة كالسرقة أو الخداع أو الاستيلاء خلسة، وهنا لا يوجد تسليم اختياري من الأساس.
تطبيقات عملية من أحكام محكمة النقض
أصدرت محكمة النقض المصرية حكمًا هامًا في الطعن رقم 37263 لسنة 94 قضائية بتاريخ 28 يونيو 2025:
حيث أوضحت المحكمة أن الطاعن تمسك أمام محكمة الموضوع بأنه وقع على إيصال أمانة على بياض ضمانًا لعقد جلسة عرفية، وأن الإيصال كان مودعًا لدى أمين الجلسة العرفية الذي خان الأمانة وسلمه للمطعون ضدها.
استدل الطاعن على ذلك بتقرير الخبير الذي أثبت أنه لم يحرر بيانات صلب الإيصال بخط يده، وبفحص أرضية الإيصال تبين وجود ضغوط كتابية أسفل توقيع الطاعن، مما يشير إلى تحرير إيصال آخر.
حكمت محكمة النقض بنقض الحكم المطعون فيه لأن محكمة الاستئناف لم تحقق في كيفية حصول المطعون ضدها على الإيصال، والتفتت عن دلالة أقوال الشهود وتقرير الخبير.
المحكمة أكدت أنه إذا كان تحصل المطعون ضدها على الإيصال بغير التسليم الاختياري، فإن ذلك يُعد غشًا وتدليسًا، ومن ثم يجوز إثبات الواقعة بكافة طرق الإثبات وليس بالكتابة فقط.
هذا الحكم يؤكد أهمية التحقيق في ظروف تسليم الورقة الموقعة على بياض لتحديد طبيعة الجريمة.
العقوبات المقررة لتغيير الحقيقة في الأوراق الموقعة على بياض
عقوبة خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة
حددت المادة 340 من قانون العقوبات المصري عقوبة خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض بالحبس، ويمكن أن يُضاف إليه غرامة لا تتجاوز خمسين جنيهًا مصريًا.
هذه العقوبة تُطبق على كل من ائتمن على ورقة ممضاة أو مختومة على بياض فخان الأمانة وكتب في البياض الذي فوق الختم أو الإمضاء سند دين أو مخالصة أو غير ذلك من السندات التي يترتب عليها حصول ضرر.
العقوبة بالحبس في القانون المصري تتراوح مدتها من 24 ساعة إلى 3 سنوات، حسب تقدير المحكمة لظروف القضية ومدى جسامة الضرر الواقع على المجني عليه.
المحكمة تأخذ في اعتبارها عدة عوامل عند تحديد العقوبة، منها:
مدى خطورة الفعل، حجم الضرر المالي أو المعنوي الذي لحق بالمجني عليه، سوابق الجاني، وظروف ارتكاب الجريمة.
عقوبة التزوير في الأوراق الموقعة على بياض
إذا كانت الورقة الممضاة أو المختومة على بياض لم تُسلم إلى الشخص الذي قام بتغيير الحقيقة فيها، وإنما استحصل عليها بأي طريقة كانت، فإنه يُعد مزورًا ويُعاقب بعقوبة التزوير.
عقوبة التزوير في الأوراق الرسمية أو العرفية أشد من عقوبة خيانة الأمانة، حيث يمكن أن تصل إلى السجن المشدد في بعض الحالات، وخاصة إذا كان التزوير في أوراق رسمية أو ترتب عليه أضرار جسيمة.
القانون المصري يفرق بوضوح بين العقوبتين لأن التزوير في الأوراق الموقعة على بياض يشمل عنصر الخداع والاستيلاء غير المشروع على الورقة، مما يجعله أشد خطورة على المجتمع من مجرد خيانة الثقة.
المشرع أراد أن يحمي حجية الأوراق الموقعة والثقة العامة في المحررات، ولذلك شدد العقوبة على التزوير.
إجراءات إثبات خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض
قواعد الإثبات العامة
أقرت محكمة النقض المصرية أن خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض يرجع في إثباتها للقواعد العامة في الإثبات.
من مقتضى هذه القواعد أنه لا يجوز إثبات عكس ما هو ثابت في الورقة الموقعة على بياض إلا أن تكون هناك كتابة أو مبدأ ثبوت بالكتابة.
هذا يعني أن الشخص الذي يدعي أن الورقة التي تحمل توقيعه قد استُخدمت بشكل يخالف الاتفاق الأصلي، يجب عليه أن يقدم دليلاً كتابيًا على ذلك.
المبدأ العام أن الورقة العرفية الموقعة لها حجية في الإثبات، ولا يمكن نفي حجيتها إلا بدليل كتابي أو مبدأ ثبوت بالكتابة.
مبدأ الثبوت بالكتابة هو أي ورقة صادرة من الخصم تجعل وجود التصرف المدعى به قريب الاحتمال، مثل رسائل أو إيصالات أو مستندات أخرى تشير إلى طبيعة العلاقة القانونية الحقيقية بين الطرفين.
حالات الإثبات بكافة الطرق
استثناءً من القاعدة العامة، إذا كان الاستيلاء على الورقة الموقعة على بياض قد حصل خِلسة أو نتيجة غش أو طرق احتيالية أو بأية طريقة أخرى خلاف التسليم الاختياري.
فعندئذ يُعد تغيير الحقيقة فيها تزويرًا يجوز إثباته بطرق الإثبات كافة، بما في ذلك شهادة الشهود والقرائن.
المحكمة في هذه الحالة لا تتقيد بالأدلة الكتابية فقط، بل يمكنها الاستماع إلى شهادة الشهود وفحص القرائن والأدلة الفنية.
الاحتيال والغش الذي يجعل من تغيير الحقيقة في الورقة الموقعة على بياض تزويرًا يجوز إثباته بكافة الطرق هو الذي يكون قد استُخدم كوسيلة للاستيلاء على الورقة ذاتها، بحيث ينتفي معه تسليمها بمحض الإرادة.
في قضية الطعن رقم 37263 لسنة 94 قضائية، اعتمدت محكمة النقض على تقرير الخبير الفني وشهادة الشهود لإثبات أن الإيصال كان مودعًا لدى أمين جلسة عرفية وليس مسلمًا للمطعون ضدها مباشرة.
دور الخبرة الفنية في الإثبات
الخبرة الفنية لها دور حاسم في إثبات خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض، حيث تقوم المحكمة بندب خبير من قسم أبحاث التزييف والتزوير لفحص الورقة المتنازع عليها.
الخبير يفحص عدة جوانب:
- صحة التوقيع للتأكد من أن التوقيع الموجود على الورقة هو فعلاً للشخص المنسوب إليه.
- التسلسل الزمني للكتابة على الورقة، بمعنى هل تم التوقيع أولاً ثم كُتبت البيانات لاحقًا، أم أن كل شيء كُتب في وقت واحد.
- فحص الضغوط الكتابية على أرضية الورقة لكشف أي آثار لكتابات سابقة أو لاحقة على التوقيع.
في قضية الطعن رقم 37263 لسنة 94 قضائية، كشف تقرير الخبير أن:
الطاعن لم يحرر بيانات صلب الإيصال بخط يده، وأن فحص أرضية الإيصال أظهر وجود ضغوط كتابية أسفل توقيع الطاعن تقرأ اسم شخص آخر، مما يشير إلى أن الإيصال الأصلي كان مُعدًا لشخص آخر وليس للمطعون ضدها.
هذا الدليل الفني كان حاسمًا في قرار المحكمة بنقض الحكم المطعون فيه وإحالة القضية لمحكمة الاستئناف لإعادة النظر فيها.
أحكام محكمة النقض في خيانة الأمانة
المبادئ القانونية المستقرة
أرست محكمة النقض المصرية مبادئ قانونية ثابتة بشأن خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض، وأهمها أن تغيير الحقيقة في الأوراق الموقعة على بياض ممن استؤمن عليها هو نوع من خيانة الأمانة.
أكدت المحكمة أن الحكم يجب أن يقام على أسباب تطمئن المطلع عليه أن المحكمة قد محصت الأدلة التي قُدمت إليها وحصلت منها ما تؤدي إليه، وبذلت كل الوسائل التي من شأنها أن توصلها إلى ما ترى أنه الواقع.
المحكمة قررت أنه في حالة انتفاء التسليم الاختياري لسند الدين، يجب على محكمة الموضوع أن تحقق في ظروف الحصول على الورقة الموقعة على بياض، وألا تكتفي بالقول إن توقيع الطاعن على الإيصال يتضمن إقرارًا بالدين.
إذا كان هناك دليل على أن الحصول على الورقة تم بطريقة غير مشروعة، فإن ذلك يُعد غشًا وتدليسًا يجوز إثباته بكافة طرق الإثبات.
حكم الطعن رقم 37263 لسنة 94 قضائية
في حكمها التاريخي الصادر بتاريخ 28 يونيو 2025 في الطعن رقم 37263 لسنة 94 قضائية، نقضت محكمة النقض حكم محكمة استئناف الإسماعيلية الذي قضى بإلزام الطاعن بدفع ثلاثين مليون جنيه قيمة إيصال أمانة.
المحكمة وجدت أن حكم الاستئناف معيب بالقصور في التسبيب والخطأ في تطبيق القانون، لأنه لم يُعن بتحقيق كيفية وصول الورقة الموقعة على بياض إلى المطعون ضدها، رغم وجود أدلة قوية على أن الإيصال كان مودعًا لدى أمين جلسة عرفية.
المحكمة اعتبرت أن التفات محكمة الاستئناف عن دلالة أقوال شاهدي الطاعن الذين قرروا أن الإيصال كان ضمانًا لجلسة عرفية، وعن ما جاء بتقرير الخبير المنتدب من قسم أبحاث التزييف والتزوير، يُعيب الحكم بالقصور في التسبيب.
قضت محكمة النقض بنقض الحكم المطعون فيه وإحالة القضية إلى محكمة استئناف الإسماعيلية، مع إلزام المطعون ضدها بالمصروفات ومبلغ مائتي جنيه مقابل أتعاب المحاماة.
حكم الطعن رقم 11051 لسنة 85 قضائية
أصدرت الدائرة المدنية “ج” بمحكمة النقض حكمًا مهمًا في الطعن رقم 11051 لسنة 85 قضائية بجلسة 20 مايو 2021، حيث فرقت المحكمة بوضوح بين جريمتي خيانة الأمانة وخيانة الائتمان والتزوير في الأوراق الموقعة على بياض.
المحكمة أكدت أن تغيير الحقيقة في الورقة الموقعة على بياض ممن استؤمن عليها يُعتبر خيانة أمانة، ولا يجوز إثبات عكس ما هو ثابت بها إلا بالكتابة أو مبدأ ثبوت بالكتابة.
الحكم أوضح أنه إذا كان الاستيلاء على الورقة قد حصل خِلسة أو نتيجة غش أو طرق احتيالية أو بأية طريقة أخرى خلاف التسليم الاختياري، فعندئذ يُعد تغيير الحقيقة فيها تزويرًا يجوز إثباته بطرق الإثبات كافة.
هذا الحكم أصبح مرجعًا أساسيًا للمحاكم المصرية في التعامل مع قضايا الأوراق الموقعة على بياض، ويُستشهد به بشكل متكرر في الأحكام اللاحقة.
أمثلة على قضايا خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض
قضية إيصال الأمانة لضمان جلسة عرفية
من أبرز الأمثلة الواقعية على خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض قضية الطعن رقم 37263 لسنة 94 قضائية، حيث أقامت المطعون ضدها دعوى ضد الطاعن تطالبه بدفع ثلاثين مليون جنيه بموجب إيصال أمانة يحمل توقيعه.
دفع الطاعن بأنه لم يسلم الإيصال للمطعون ضدها مباشرة، وإنما وقع عليه على بياض ضمانًا لعقد جلسة عرفية بينه وبين شخص آخر، وكان الإيصال مودعًا لدى أمين الجلسة العرفية.
أثبت تقرير الخبير أن بيانات صلب الإيصال لم تُكتب بخط الطاعن، وأن فحص أرضية الورقة كشف عن ضغوط كتابية أسفل التوقيع تحمل اسم شخص آخر غير المطعون ضدها.
شهد شاهدان أمام محكمة أول درجة بأن الإيصال كان فعلاً ضمانًا لجلسة عرفية وليس سند دين حقيقي. رغم هذه الأدلة القوية، حكمت محكمة الاستئناف بإلزام الطاعن بدفع المبلغ، لكن محكمة النقض نقضت الحكم لعدم تحقيق محكمة الموضوع في ظروف تسليم الورقة.
قضايا الشيكات الموقعة على بياض
تُعد الشيكات الموقعة على بياض من أكثر صور خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض شيوعًا في الممارسة العملية.
يحدث كثيرًا أن يوقع شخص على شيك دون تحديد قيمة المبلغ، اعتمادًا على أن الدائن سيملأ الفراغ بالقيمة المتفق عليها.
لكن في بعض الأحيان، يقوم الدائن بكتابة مبلغ أكبر بكثير من الدين الحقيقي، مما يرتكب جريمة خيانة الائتمان بموجب المادة 340 من قانون العقوبات.
في هذه الحالات، يجب على المتضرر أن يثبت أن المبلغ المكتوب في الشيك يختلف عن المبلغ المتفق عليه، وهذا يتطلب عادة دليلاً كتابيًا أو مبدأ ثبوت بالكتابة يوضح قيمة الدين الحقيقي. المحاكم تأخذ في اعتبارها طبيعة العلاقة بين الطرفين، وجود اتفاق مكتوب سابق، والقرائن المحيطة بالموضوع.
إذا تمكن المدعي من إثبات أن المبلغ الفعلي أقل، يمكن للمحكمة تعديل قيمة الشيك وفقًا للواقع.
قضايا إيصالات الأمانة في المعاملات التجارية
في المعاملات التجارية والمدنية، يلجأ البعض إلى إيصالات الأمانة الموقعة على بياض كضمان لتنفيذ الاتفاقيات.
على سبيل المثال، قد يطلب بائع عقار من المشتري توقيع إيصال أمانة على بياض كضمان لدفع باقي الثمن، أو قد يطلب مقاول من صاحب العمل توقيع إيصال أمانة على بياض كضمان للاستلام النهائي للمشروع.
المشكلة تحدث عندما يملأ الطرف الآخر الإيصال بمبلغ يختلف عن الاتفاق، أو يستخدمه في غير الغرض المتفق عليه.
القضاء المصري يميل إلى حماية حقوق الموقع على بياض إذا أثبت أن الإيصال استُخدم بطريقة تخالف الاتفاق الأصلي، خاصة إذا قدم أدلة كتابية أو شهادات موثوقة.
لكن المحاكم تشدد في طلب الأدلة لضمان عدم التلاعب بحجية الأوراق الموقعة، والتي تُعتبر من أهم وسائل الإثبات في المعاملات التجارية.
ومن واقع الخبرة العملية، يُنصح بعدم التوقيع على أي ورقة على بياض إلا في حالات الضرورة القصوى، ومع وجود شهود موثوقين وتوثيق كتابي للاتفاق الأصلي.
نصائح المحامي: كيف تحمي نفسك من خيانة الأمانة
احتياطات قبل التوقيع على بياض
من واقع خبرتي كمحامٍ والتجارب العملية في قضايا خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض لأكثر من 28 عامًا، أنصح عملائي بعدم التوقيع على أي ورقة على بياض إلا في حالات الضرورة القصوى ومع اتخاذ احتياطات صارمة.
إذا كان التوقيع ضروريًا، يجب كتابة عبارة واضحة فوق التوقيع توضح الغرض من الورقة، مثل “ضمان لجلسة عرفية” أو “تأمين لعقد بيع”، وتحديد الحد الأقصى للمبلغ إن كان هناك التزام مالي.
نصيحة المحامي عبدالعزيز حسين عمار:
- احرص على وجود شهود موثوقين عند التوقيع على بياض، ويُفضل أن يكونوا من الأشخاص المحايدين وليس من أقارب الطرف الآخر.
- قم بتصوير الورقة الموقعة على بياض قبل تسليمها، وأرسل نسخة منها إلى بريدك الإلكتروني أو احتفظ بها في مكان آمن، فهذا قد يساعدك في إثبات حالة الورقة الأصلية لاحقًا.
- اكتب اتفاقًا خطيًا منفصلاً يوضح فيه الغرض من التوقيع على بياض، وحدود استخدام الورقة الموقعة، واحتفظ بنسخة موقعة من الطرفين.
خطوات هامة عند اكتشاف خيانة الأمانة
ماذا أفعل لو كنت مكانك واكتشفت أن شخصًا استغل توقيعك على ورقة بياض وملأها بمعلومات تختلف عن الاتفاق؟
- أولاً، لا تتأخر في اتخاذ الإجراءات القانونية، فالوقت عامل حاسم في قضايا خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض. توجه فورًا إلى محامٍ متخصص في القضايا المدنية والجنائية لتقييم الموقف وتحديد أفضل استراتيجية قانونية.
- اجمع كل الأدلة المتاحة التي تثبت الاتفاق الأصلي، مثل الرسائل النصية، رسائل البريد الإلكتروني، شهادة الشهود، عقود سابقة، أو أي مستندات تشير إلى طبيعة العلاقة القانونية.
- قدم بلاغًا للشرطة إذا كانت الواقعة تنطوي على جريمة خيانة أمانة، وأرفق معه كل المستندات والأدلة المتاحة.
- رفع دعوى قضائية أمام المحكمة المختصة للمطالبة برد الحق أو إبطال الورقة المزعومة، مع طلب ندب خبير فني لفحص الورقة وإثبات التلاعب فيها.
الوقاية خير من العلاج
من واقع خبرتي، معظم قضايا خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض كان يمكن تجنبها لو اتخذ الطرف المتضرر احتياطاته مسبقًا.
لا تثق ثقة عمياء في أي شخص مهما كانت صلته بك، فالورقة الموقعة لها حجية قانونية قوية يصعب نقضها بدون أدلة قاطعة.
في التعاملات المالية والتجارية الكبيرة، استعن دائمًا بمحامٍ لصياغة العقود ومراجعتها قبل التوقيع، فهذا يوفر عليك الكثير من المشاكل القانونية المستقبلية.
نصيحة المحامي:
إذا كنت تعمل في مجال يتطلب التعامل مع أوراق موقعة على بياض بشكل متكرر، ضع نظامًا واضحًا لتوثيق جميع التعاملات، بما في ذلك تسجيل فيديو أو صوتي للاتفاقات، واستخدام البريد الإلكتروني المسجل لتبادل الشروط والأحكام.
احرص على المتابعة الدورية لاستخدام الأوراق التي وقعتها على بياض، واطلب إعادتها فور انتهاء الغرض منها أو إتلافها أمامك.
تذكر أن الوقاية من خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض تبدأ بالوعي القانوني والحذر في التعاملات.
"تغيير الحقيقة في الأوراق الموقعة على بياض ممن استؤمن عليها هو نوع من خيانة الأمانة، وهو الذي يرجع في إثباته للقواعد العامة ومن مقتضاها أنه لا يجوز إثبات عكس ما هو ثابت في الورقة الموقعة على بياض إلا أن تكون هناك كتابة أو مبدأ ثبوت بالكتابة، أما إذا كان الاستيلاء على الورقة الموقعة على بياض قد حصل خلسة أو نتيجة غش أو طرق احتيالية أو بأية طريقة أخرى خلاف التسليم الاختياري فعندئذ يعد تغيير الحقيقة فيها تزويرًا يجوز إثباته بطرق الإثبات كافة."
- محكمة النقض المصرية، الطعن رقم 37263 لسنة 94 قضائية
أحدث أحكام النقض 2025: التوقيع على بياض وخيانة الأمانة
حكم محكمة النقض رقم 37263 لسنة 94 قضائية
تغيير الحقيقة في الأوراق الموقعة على بياض ممن استؤمن عليها هو نوع من خيانة الأمانة
بيانات المحكمة والجلسة
محكمة النقض - دائرة السبت (ه) المدنية
انعقدت الجلسة العلنية بمقر المحكمة بدار القضاء العالي بمدينة القاهرة، في يوم السبت 3 محرم سنة 1447 هـ الموافق 28 من يونية سنة 2025. أصدرت المحكمة الحكم الآتي في الطعن المقيد في جدول المحكمة برقم 37263 لسنة 94 ق.
وقائع الطعن
تقديم الطعن والإجراءات الأولية
في يوم 12/12/2024 طعن بطريق النقض في حكم محكمة استئناف الإسماعيلية الصادر بتاريخ 15/10/2024 في الاستئناف رقم 650 لسنة 49 ق، وذلك بصحيفة طلب فيها الطاعن الحكم بقبول الطعن شكلاً وفي الموضوع بنقض الحكم المطعون فيه والإحالة.
وفي يوم 14/6/2025 أعلنت المطعون ضدها بصحيفة الطعن. ثم أودعت النيابة مذكرتها، وطلبت فيها قبول الطعن شكلاً وفي الموضوع بنقض الحكم المطعون فيه.
إجراءات وقف التنفيذ والمرافعة
بجلسة 10/5/2025 عرض الطعن على المحكمة لنظر طلب وقف التنفيذ وأمرت بوقف تنفيذ الحكم المطعون فيه مؤقتاً لحين الفصل في الطعن وحددت جلسة 14/6/2025 للمرافعة. وبها سمعت الدعوى أمام هذه الدائرة على ما هو مبين بمحضر الجلسة، حيث صممت النيابة العامة على ما جاء بمذكرتها، والمحكمة أرجأت إصدار الحكم إلى جلسة اليوم.
حيثيات الحكم
الإجراءات الشكلية
بعد الاطلاع على الأوراق، وسماع التقرير الذي تلاه السيد القاضي المقرر / محمد حمدي عبدالرحمن "نائب رئيس المحكمة" والمرافعة، وبعد المداولة. حيث إن الطعن قد استوفى أوضاعه الشكلية.
ملخص وقائع النزاع
وحيث إن الوقائع - على ما يبين من الحكم المطعون فيه وسائر الأوراق - تتحصل في أن المطعون ضدها أقامت على الطاعن الدعوى رقم 422 لسنة 2023 مدني الإسماعيلية الابتدائية - بعد رفض طلب أمر الأداء - بطلب الحكم بإلزامه بأن يؤدي لها مبلغ ثلاثين مليون جنيه، على سند من أنها تداينه بهذا المبلغ بموجب إيصال أمانة ورفض سداده رغم إنذاره فأقامت الدعوى.
طعن الطاعن بالتزوير على الإيصال سند الدعوى، ندبت المحكمة خبيراً من قسم أبحاث التزييف والتزوير وبعد أن أودع تقريره حكمت المحكمة برفض الطعن بالتزوير، وبإعادة الدعوى للمرافعة ليتناضل الخصوم في موضوعها.
إجراءات التحقيق وحكم الدرجة الأولى
أحالت المحكمة الدعوى إلى التحقيق وبعد أن استمعت للشهود قضت بتاريخ 30/4/2024 برفض الدعوى. استأنفت المطعون ضدها هذا الحكم بالاستئناف رقم 650 لسنة 49 ق الإسماعيلية، قضت المحكمة بتاريخ 15/10/2024 بإلغاء الحكم المستأنف والقضاء مجدداً بإلزام الطاعن بأن يؤدي للمطعون ضدها مبلغ مقداره ثلاثون مليون جنيه قيمة إيصال الأمانة سند الدعوى.
طعن الطاعن في هذا الحكم بطريق النقض، وأودعت النيابة مذكرة أبدت فيها الرأي بنقض الحكم المطعون فيه، وإذ عرض الطعن على هذه المحكمة لنظر طلب وقف التنفيذ فحددت جلسة لنظره، وفيها التزمت النيابة رأيها.
أسباب النعي على الحكم المطعون فيه
الأسباب التي قدمها الطاعن
وحيث إن حاصل ما ينعاه الطاعن على الحكم المطعون فيه الخطأ في تطبيق القانون والإخلال بحق الدفاع والفساد في الاستدلال، وفي بيان ذلك يقول:
إنه تمسك أمام محكمة الموضوع بانتفاء ركن التسليم للإيصال سند الدعوى، إذ أنه كان قد وقع عليه على بياض ضماناً لعقد جلسة عرفية بينه وبين من يدعى أحمد سالم على حسن ولا يمثل مديونية ويفتقر إلى سببه. وأن ذلك الإيصال مودع لدى أمين الجلسة العرفية - وهو محمد السيد أحمد فهيم زوج المطعون ضدها - الذي خان الأمانة وسلمه للمطعون ضدها لتقيم الدعوى الراهنة.
الأدلة التي استند إليها الطاعن
واستدل على ذلك بما انتهى إليه تقرير الخبير بأنه لم يحرر بيانات صلب الإيصال بخط يده، وبفحص أرضية الإيصال تبين وجود ضغوط كتابية أسفل توقيع الطاعن تقرأ أحمد سالم علي حسن مما يشير إلى تحرير إيصال آخر أعلاه بهذا الاسم.
وبما انتهى إليه التحقيق الذي أجرته محكمة أول درجة وقرر شاهديه بأن الإيصال كان ضماناً لجلسة عرفية ومن ثم فإن تحصل المطعون ضدها على الإيصال كان بغير التسليم الاختياري، غير أن الحكم المطعون قضى بإلزامه بالمبلغ المطالب به على سند من أنه لا يجوز إثبات عكس الثابت بالكتابة إلا بالكتابة فإنه يكون معيباً مما يستوجب نقضه.
⚖️ المبدأ القانوني الذي قررته محكمة النقض
القاعدة العامة في خيانة الأمانة
وحيث إن هذا النعي في محله؛ ذلك أن المقرر - في قضاء هذه المحكمة - أن تغيير الحقيقة في الأوراق الموقعة على بياض ممن استؤمن عليها هو نوع من خيانة الأمانة، وهو الذي يرجع في إثباته للقواعد العامة ومن مقتضاها أنه لا يجوز إثبات عكس ما هو ثابت في الورقة الموقعة على بياض إلا أن تكون هناك كتابة أو مبدأ ثبوت بالكتابة.
الاستثناء في حالة التزوير
أما إذا كان الاستيلاء على الورقة الموقعة على بياض قد حصل خلسة أو نتيجة غش أو طرق احتيالية أو بأية طريقة أخرى خلاف التسليم الاختياري فعندئذ يعد تغيير الحقيقة فيها تزويراً يجوز إثباته بطرق الإثبات كافة.
وأن الحكم يجب أن يقام على أسباب تطمئن المطلع عليه على أن المحكمة قد محصت الأدلة التي قدمت إليها وحصلت منها ما تؤدي إليه وبذلت كل الوسائل التي من شأنها أن توصلها إلى ما ترى أنه الواقع.
تطبيق المبدأ على وقائع الدعوى
ما ثبت من الأوراق
لما كان ذلك، وكان الثابت بالأوراق أن الطاعن تمسك أمام محكمة الموضوع بأنه وقع على إيصال الأمانة سند الدعوى على بياض ضماناً لعقد جلسة عرفية بينه وبين من يدعى أحمد سالم علي حسن ولا يمثل مديونية ويفتقر إلى سببه. وأن ذلك الإيصال مودع لدى أمين الجلسة العرفية - وهو محمد السيد أحمد فهيم زوج المطعون ضدها - الذي خان الأمانة وسلمه للمطعون ضدها لتقيم الدعوى الراهنة.
الأدلة التي قدمها الطاعن
واستدل على ذلك بما انتهى إليه تقرير الخبير بأنه لم يحرر بيانات صلب الإيصال بخط يده، وبفحص أرضية الإيصال تبين وجود ضغوط كتابية أسفل توقيع الطاعن تقرأ أحمد سالم علي حسن مما يشير إلى تحرير إيصال آخر أعلاه بهذا الاسم.
وبما انتهى إليه التحقيق الذي أجرته محكمة أول درجة وبما قرره شاهديه بأن الإيصال كان ضماناً لجلسة عرفية ومن ثم فإن تحصل المطعون ضدها على الإيصال كان بغير التسليم الاختياري وهو ما يعد غشاً وتدليساً.
نتيجة انتفاء التسليم الاختياري
ومن ثم فإن الواقعة على هذا النحو يجوز إثباتها بكافة طرق الإثبات، إلا أن الحكم المطعون فيه قضى بإلزام الطاعن بالمبلغ المطالب به وواجه دفاعه والقائم في جوهره على انتفاء التسليم الاختياري لسند الدين بما لا يصلح رداً عليه.
العيب الذي شاب الحكم المطعون فيه
رد المحكمة غير المقبول
بمقولة: إن توقيع الطاعن على الإيصال يتضمن إقراراً منه بالدين للمطعون ضده، ولا يجوز إثبات عكس ما هو ثابت به إلا بالكتابة ملتفتاً عن دلالة أقوال شاهديه تأييداً لدفاعه وما جاء بتقرير الخبير المنتدب.
وصف العيب القانوني
الأمر الذي يعيبه بالقصور في التسبيب الذي جره إلى الخطأ في تطبيق القانون بما يوجب نقضه على أن يكون مع النقض الإحالة.
⚖️ منطوق الحكم ⚖️
لذلك
نقضت المحكمة الحكم المطعون فيه وأحالت القضية إلى محكمة استئناف الإسماعيلية
وألزمت المطعون ضدها المصروفات ومبلغ مائتي جنيه مقابل أتعاب المحاماة.
أحكام النقض المدني
الطعن رقم 37263 لسنة 94 قضائية
بتاريخ 28 يونيو 2025
📥 تحميل حكم محكمة النقض
حكم الطعن رقم 37263 لسنة 94 قضائية بتاريخ 28 يونيو 2025
بشأن خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض
⚠️ ملاحظة قانونية: هذه الملفات مخصصة للاستخدام الشخصي والبحث القانوني فقط. النصوص مستخرجة من أحكام محكمة النقض المصرية المنشورة رسمياً.
⚖️ الأسئلة الشائعة حول خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض
❓ ما الفرق بين خيانة الأمانة والتزوير في الأوراق الموقعة على بياض؟
الفرق الجوهري يكمن في طريقة الحصول على الورقة الموقعة على بياض. خيانة الأمانة تحدث عندما يتم تسليم الورقة اختياريًا من صاحب التوقيع إلى الشخص الآخر مع وجود ثقة وتفويض محدد، ثم يخون هذا الشخص الأمانة بكتابة بيانات تختلف عن الاتفاق. أما التزوير فيحدث عندما يحصل الشخص على الورقة خِلسة أو نتيجة غش أو طرق احتيالية، أي بدون تسليم اختياري من صاحب التوقيع. العقوبة في التزوير أشد من عقوبة خيانة الأمانة.
📋 ما هي العقوبات المقررة لخيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض؟
حددت المادة 340 من قانون العقوبات المصري عقوبة خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض بالحبس، ويمكن أن يُضاف إليه غرامة لا تتجاوز خمسين جنيهًا مصريًا. الحبس في القانون المصري يتراوح من 24 ساعة إلى 3 سنوات حسب تقدير المحكمة لظروف القضية. أما إذا كانت الورقة لم تُسلم اختياريًا وإنما تم الاستحصال عليها بطريقة غير مشروعة، فإن الفاعل يُعد مزورًا ويُعاقب بعقوبة التزوير التي قد تصل إلى السجن المشدد.
🔍 كيف يمكن إثبات خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض؟
إثبات خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض يخضع للقواعد العامة في الإثبات، حيث لا يجوز إثبات عكس ما هو ثابت في الورقة إلا بالكتابة أو مبدأ ثبوت بالكتابة. لكن إذا كان الحصول على الورقة تم بطريقة غير مشروعة كالخلسة أو الغش، فيجوز إثبات ذلك بكافة طرق الإثبات بما في ذلك شهادة الشهود والخبرة الفنية. المحاكم تعتمد على تقارير خبراء التزييف والتزوير لفحص الورقة وتحديد التسلسل الزمني للكتابة عليها.
⚖️ ما هي أحكام محكمة النقض المصرية في خيانة الأمانة؟
أصدرت محكمة النقض المصرية عدة أحكام هامة في خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض، أبرزها حكم الطعن رقم 37263 لسنة 94 قضائية الصادر في 28 يونيو 2025، والذي أكد ضرورة تحقيق محكمة الموضوع في ظروف تسليم الورقة الموقعة. كذلك حكم الطعن رقم 11051 لسنة 85 قضائية الصادر في 20 مايو 2021، والذي فرق بوضوح بين خيانة الأمانة والتزوير في الأوراق الموقعة على بياض. هذه الأحكام أصبحت مراجع أساسية للمحاكم المصرية.
💰 هل يجوز التوقيع على شيك على بياض في القانون المصري؟
نعم، يجوز قانونًا التوقيع على شيك على بياض في مصر، ولكن بشرط أن يملأ الدائن الشيك بالمبلغ المتفق عليه فقط. إذا قام الدائن بكتابة مبلغ أكبر من الدين الحقيقي، فإنه يرتكب جريمة خيانة الائتمان ويُعاقب بموجب المادة 340 من قانون العقوبات. من الناحية العملية، يُنصح بعدم التوقيع على شيكات على بياض إلا في حالات الضرورة، ومع توثيق المبلغ الحقيقي للدين كتابيًا والاحتفاظ بنسخة من الاتفاق.
📢 ما الإجراءات الواجب اتخاذها عند اكتشاف خيانة الأمانة؟
عند اكتشاف خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض، يجب التحرك فورًا باستشارة محامٍ متخصص في القضايا المدنية والجنائية. اجمع كل الأدلة المتاحة التي تثبت الاتفاق الأصلي مثل الرسائل والمستندات. قدم بلاغًا للشرطة إذا كانت الواقعة تنطوي على جريمة خيانة أمانة. ارفع دعوى قضائية أمام المحكمة المختصة مع طلب ندب خبير فني لفحص الورقة وإثبات التلاعب فيها. الوقت عامل حاسم في هذه القضايا، فلا تتأخر في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
📝 الخاتمة
خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض من القضايا القانونية المعقدة التي تتطلب فهمًا عميقًا للقانون المصري وأحكام محكمة النقض. التوقيع على ورقة بياض يجب أن يتم بحذر شديد ومع اتخاذ كافة الاحتياطات القانونية لحماية حقوقك. إذا وقعت ضحية لخيانة الأمانة، فإن القانون المصري يوفر لك وسائل قانونية فعالة للدفاع عن حقوقك، لكن النجاح يتوقف على قوة الأدلة المتوفرة وسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية.
من واقع خبرتي القانونية الممتدة لأكثر من 28 عامًا، أنصحك بعدم التوقيع على أي ورقة على بياض إلا في حالات الضرورة القصوى، ومع توثيق كل شيء كتابيًا والاحتفاظ بنسخ من الاتفاقات. الوقاية دائمًا خير من العلاج، والوعي القانوني هو خط الدفاع الأول ضد خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض.
إذا كنت بحاجة إلى استشارة قانونية متخصصة أو تمثيل قانوني في قضايا خيانة الأمانة أو التزوير في الأوراق الموقعة على بياض، لا تتردد في التواصل مع مكتبنا للحصول على المساعدة القانونية اللازمة. نحن في خدمتك لحماية حقوقك القانونية وتقديم أفضل الحلول القضائية.
⚖️ هل تحتاج إلى استشارة قانونية متخصصة في قضايا خيانة الأمانة والتزوير؟
📞 تواصل معنا الآن

⚖️ تمت المراجعة القانونية والتنقيح الفقهي لهذا البحث بواسطة:
الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار
المحامي بالنقض والإدارية العليا | خبرة تزيد عن 28 عامًا
📚 المراجع والمصادر
1. قانون العقوبات المصري
المادة 340 - جريمة خيانة الأمانة في الأوراق الموقعة على بياض
2. القانون المدني المصري
القانون رقم 131 لسنة 1948 - أحكام الإثبات والكتابة
3. قانون الإثبات في المواد المدنية والتجارية
القانون رقم 25 لسنة 1968 - القواعد العامة في الإثبات
4. محكمة النقض المصرية
الطعن رقم 37263 لسنة 94 قضائية - جلسة 28 يونيو 2025 (خيانة الأمانة والتزوير في الأوراق الموقعة)
5. محكمة النقض المصرية
الطعن رقم 11051 لسنة 85 قضائية - جلسة 20 مايو 2021 (التفرقة بين خيانة الأمانة والتزوير)
6. محكمة النقض المصرية
مجموعة أحكام النقض المدنية - أحكام متعددة بشأن التسليم الاختياري وطرق الإثبات
7. قسم أبحاث التزييف والتزوير
وزارة العدل المصرية - تقارير فنية في فحص الأوراق الموقعة على بياض
8. د. أحمد فتحي سرور
"الوسيط في قانون العقوبات - القسم الخاص" - دار النهضة العربية (جرائم خيانة الأمانة)
9. د. محمود نجيب حسني
"شرح قانون العقوبات - القسم الخاص" - دار النهضة العربية (التزوير وخيانة الأمانة)
10. د. رؤوف عبيد
"جرائم الاعتداء على الأموال في قانون العقوبات" - دار الفكر العربي
11. د. أحمد أبو الوفا
"التعليق على قانون الإثبات" - منشأة المعارف بالإسكندرية
12. د. عبد الحكم فودة
"جرائم خيانة الأمانة في القانون المصري" - دار المطبوعات الجامعية
13. مجلة المحاماة المصرية
نقابة المحامين المصرية - أعداد متنوعة تتناول خيانة الأمانة والتزوير
14. مجموعة أحكام محكمة النقض الجنائية
الإصدارات الرسمية لمحكمة النقض المصرية - سنوات متعددة
15. المكتب الفني لمحكمة النقض
مجموعة المبادئ القانونية في جرائم خيانة الأمانة والتزوير (2020-2025)
ملاحظة: جميع المراجع المذكورة معتمدة ومعترف بها في الأوساط القانونية والأكاديمية المصرية
🔍 ابحث في الموقع
📰 أحدث المقالات القانونية
📚 عن مكتب الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار
تأسس مكتب الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار للمحاماة في عام 1998 بمدينة الزقازيق. وقد ساهم المكتب، من خلال الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض وفريق العمل، في استعادة العديد من الحقوق لأصحابها. كما أدى دوراً مهماً في إعداد العديد من الأبحاث القانونية القيمة في مجال القانون المصري، لاسيما في مجالات القانون المدني، وقوانين الإيجارات، والملكية العقارية. بالإضافة إلى ذلك، ساهم المكتب في صياغة العديد من الدعاوى القضائية والمذكرات القانونية المتميزة، مما أثرى المكتبة العلمية للمحاماة وقدم دعمًا مهمًا للباحثين في المجال القانوني.
📂 التصنيفات القانونية
- قضايا القانون المدني والملكية والميراث: الدعاوى والإجراءات (819)
- شرح قانون المرافعات المصري: الإجراءات والمواد القانونية (223)
- طعون النقض في القانون المصري: الاحكام والإجراءات والصيغ (220)
- أهم صيغ الدعاوى القانونية في مصر: مدنية، جنائية، وتجارية (161)
- قضايا الإيجارات في مصر: حقوق المالك والمستأجر وفقًا للقانون (123)
- قانون الإثبات المصري: طرق الإثبات والدفوع القانونية (111)
- الضرائب في مصر: القوانين، الأنواع، وإجراءات السداد والطعن (95)
- قضايا الموظفين في مصر: الحقوق، الفصل التعسفي، والتعويضات (88)
- مجلس الدولة: اختصاصاته، أحكامه، ودوره في القضاء الإداري (86)
- القانون والاقتصاد: الأنظمة والتشريعات الاقتصادية في مصر (73)
🔗 صفحات مهمة
⚖️ خدماتنا القانونية الشاملة
هل لديك استفسار قانوني عاجل أو قضية تتطلب رأيًا متخصصًا؟
مكتب الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار – محامٍ بالنقض والإدارية العليا، يقدم خدمات قانونية احترافية في قضايا الملكية، الميراث، الأحوال الشخصية، المنازعات العقارية، والطعون أمام محكمة النقض.
1️⃣ الأفراد والعائلات
تقسيم التركات وحل نزاعات الورثة.
- قضايا الملكية والعقارات (صحة التوقيع – صحة ونفاذ – وضع اليد – الشطب).
- صياغة مذكرات الطعن والترافع أمام محكمة النقض والإدارية العليا.
- قضايا الأحوال الشخصية (طلاق – نفقة – رؤية – حضانة).
2️⃣ الشركات والمؤسسات
- تأسيس الشركات وصياغة العقود واللوائح.
- التمثيل القانوني في النزاعات التجارية والعمالية والمدنية.
- التدقيق القانوني الدوري والاستشارات الوقائية.
- التحكيم وصياغة اتفاقيات الشراكة والتوريد.
3️⃣ خدمات مخصصة
- إدارة النزاعات الجماعية بين الورثة والشركاء.
- استشارات دورية لمجالس الإدارة والشركات الناشئة.
- حزم استشارية سنوية أو شهرية لمتابعة القضايا وتحديثات القانون.
❓ لماذا تختار مكتب عبدالعزيز حسين عمار؟
- 💼 خبرة تزيد عن 28 عامًا أمام المحاكم المصرية
- 📊 تحليل دقيق وحلول عملية مخصصة لكل ملف
- 📈 التزام بالمتابعة المستمرة والدفاع عن حقوقك بثقة
- 🌐 تغطية شاملة للقضايا الفردية والجماعية والمؤسسية
📞 تواصل معنا الآن للحصول على استشارة قانونية موثوقة
تواصل مع الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار
محامي بالنقض والإدارية العليا | خبرة أكثر من 28 عاماً في قضايا الميراث والملكية والقانون المدني
- من السبت إلى الأربعاء – بالحجز المسبق (11 ص - 3 م)
- الخميس والجمعة: أجازة للمكتب - الحالات العاجلة فقط عبر الهاتف أو البريد
🔔 اشترك للحصول على دليل مجاني حول قانون الميراث والعقارات
💡 نصيحة: يُفضل حجز موعد مسبقاً لضمان أفضل خدمة
"إذا كنت تبحث عن محامي قضايا ملكية أو تحتاج إلى استشارة حول قسمة التركات أو الطعن أمام محكمة النقض، فإن مكتب عبدالعزيز حسين عمار يقدم لك الدعم الكامل بخبرة طويلة ومعرفة دقيقة بقوانين الميراث والملكية في مصر."
تاريخ النشر الأصلي: 2025-10-22
تاريخ النشر: 2025-10-22
🔖 معلومات المرجع: تم إعداد هذه المادة القانونية بواسطة عبدالعزيز حسين عمار – محامي بالنقض. للاطلاع على النسخة المعتمدة، تفضل بزيارة الرابط: https://azizavocate.com/2025/10/خيانة-الأمانة-التزوير-الأوراق-بياض.html. تاريخ الإتاحة العامة: 2025-10-22.