الموت الطب الشرعي يُجلي خيوط الجريمة

الموت هو خروج الروح من الجسد ومن ثم يلعب الطب الشرعي دورا هاما في كشف الحقيقة وتحقيق العدالة فهو العلم الذي يطبق مبادئ الطب وعلم الأحياء والكيمياء والفيزياء لتحديد سبب الوفاة وكيفية حدوثها.

الموت: أسبابه

  1. هو اما ان يكون طبيعيا وذلك بخروج الروح فى موعدها الذى حدده خالقها فلكل أجل كتاب
  2. او مفتعلا أي بفعل انسان ولو قبل هذا الموعد بلحظة واحدة وهنا نكون بصدد جريمة قتل حتى ولو كان صاحبها مريضا وأجمع الاطباء أنه ميت
  3. خروج الروح ومن ثم الموت بسلوك حاملها ( الانتحار )
  4. أو بسلوك انسان غير الميت عن عمد ( القتل العمد ) او عن خطأ ( القتل الخطا ).
 (د/ عبد الوهاب عمر البطراوي – المرجع السابق – ص 23)

علامات الموت والتغييرات الميتية

الموت والطب الشرعي والقانون الجنائي

  • الموت معروف لكل حي ، فهو نهاية الحياة الدنيا وان كانت هذه النهاية غير محددة الوقت تماما ، فالإنسان بعد ان يموت تستمر كثير من خلايا جسمه فى عملها الرتيب كما كانت قبل الموت ، ويزداد هذا وضوحا فى الحيوانات دون الانسان ، ولذلك يقسمون الموت الى الموت الجسمي والموت الجزيئي أو موت الخلايا .
  • ومن واجبات الاطباء عموما تشخيص الموت والتبليغ عن الوفيات الى تفاتيش الصحة ، ويكون ذلك بتحرير شهادة الوفاة التى يجب ان تعطى مجانا لأهل المتوفى متى تأكد الطبيب من حصول الوفاة ويجب تحرير شهادة الوفاة على الاستمارة الخاصة.
  • وعلى الرغم من ان القانون لا يوجب على  الطبيب  الكشف على الجثة بعد الوفاة إلا أن الواجب الفني يقتضى الطبيب ان لا يكتب شهادة الوفاة بغير التأكد من الوفاة اذ كثيرا ما يستغل الاطباء فى تحرير شهادات وفاة لأشخاص احياء سواء بقصد استعمالها بصورة مخالفة للقانون او بغير هذا القصد.
  • ولذلك يجب على الطبيب عندما يخطره أهله أن مريض من مرضاه انه توفى ان يذهب للكشف عليه والتأكد من الوفاة وسببها قبل تحرير شهادة الوفاة ، واذا تبين له وجود علامات تدل على ان الوفاة جنائية او ظروف اخرى تدعو للاشتباه فيها فعليه ان يبلغ الامر الى النيابة المختصة فورا .

ويلاحظ ان شهادة الوفاة قد وضع فيها سبب الوفاة فى ثلاث خانات ، وتبين الاولى منها:

  •  (أ) السبب المباشر للوفاة حيث يجب ان تبين السبب الفعلي للموت مثل التهاب رئوي ركودي او نزيف بالمخ او التهاب بيتوني حاد وهكذا ، ثم يبين بعد ذلك فى الخانة الثانية
  • (ب) أي حالة مرضية تكون قد تسبب عنها هذا السبب الفعلي للموت مثل كسر عظم الفخذ – او تصلب الشرايين او حمى تيفودية وهكذا ، واذا كان هذا السبب ناتجا عن حالة اخرى فتبين هذه الحالة فى الخانة الثالثة
  •  (ج) كما اعدت خانة رابعة لبيان أي حالة مرضية اخرى تكون قد ساعدت على الوفاة دون أن يكون لها صلة بالمرض الذى سبب الوفاة مثل شلل جزئي او نصفى – بول سكرى – روماتيزم بالقلب وهكذا .

ويجب قبل كتابة شهادة الوفاة التأكد من ان الوفاة قد حصلت فعلا دون الاعتماد على مجرد رؤية الجثة مسجلة أو سماع صياح اهل المتوفى وغير ذلك بل يجب إثبات الوفاة فعلا بطريقة علمية مبنية على علامات أكيدة .

علامات الموت

من واجبات الأطباء تشخيص الموت وتحرير شهادة الوفاة وفى هذه الحالات يجب أن يتأكد الطبيب من حصول الموت فعلا ويعرف ذلك بوقوف الدورة الدموية وحركات التنفس لمدة بضع دقائق .

يعرف وقوف القلب :

بانعدام النبض فى الشرايين غير ان هذه العلامات وحدها لا تكفى اذ ربما كان القلب ينبض نبضات لا يسهل الاحساس بها فى الشرايين البعيدة ولذلك يجب الاستماع الى ضربات القلب عند الثدي الأيسر وفى منتصف الصدر وعند الثدي الايمن (اذ هناك حالات نادرة يكون القلب فيها فى الجانب الايمن وفى مثل هذه الحالة قد لا يسمع القلب فى الجانب الايسر مع استمراره فى الضرب) .

ويلاحظ انه فى حالة ضعف ضربات القلب وبخاصة القلب وعند سماكة جدار الصدر كما فى السيدات البدنيات قد لا تسمع ضربات القلب مع وجودها:

وفى مثل هذه الحالات وعند وجود الشك يحسن ربط طرف أحد الأصابع فإذا كانت الدورة الدموية مستمرة يلاحظ بهاتة لون الجلد تحت الرباط الاصبع بعد الرباط بلون أزرق أو أحمر داكن كما يمكن حقن أي مادة ملونة كالفلورسين تحت الجلد فيسرى اللون الى ما حول الحقن فى حالة استمرار الدورة  الدموية ويبقى اللون موضع الحقن اذا كانت الدورة الدموية قد انقطعت عن العمل .

فإذا شك الطبيب بعد كل ذلك فى انقطاع الدورة الدموية فله ان يقطع احد الشرايين الصغيرة السطحية ليرى ان تدفق الدم منه قابضا دل ذلك على استمرار دورة الدم .

أما وقوف التنفس:

فيعرف بملاحظة الصدر والبطن لرؤية حركاتهما المنتظمة الدالة على التنفس كما يمكن ملاحظة حركات فتحتي الانف أو ملاحظة حركة الهواء من الفم والانف باختبار المرآة (ويجزى بوضع مرآه نظيفة أو أي سطح معدني لا مع أمام الانف والفم فإن اعتمت دل ذلك على وجود التنفس) أو اختبار الريشة ( ويجرى بوضع فتيلة قطن أو ريشة طير صغيرة أمام الفم والانف فإن تحركت دل ذلك على وجود التنفس )، ولكن الدليل المؤكد على انقطاع التنفس يجب ان يستمد من عدم سماع اصوات التنفس بالسماع موضوعا على جميع اجزاء الصدر وعلى الحنجرة

هناك علامات اضافية للموت غير انقطاع التنفس والنبض:

مثل انعدام المنعكسات (منعكس الركبة والعقب والبطن والقرنية) وارتخاء العضلات وانعدام مرونة الجلد وعتامته (ويمكن اثبات عتامة الجلد او شفافيته بوضع طرف الاصبع او ما بين الاصبعين بين ضوء صناعي وعين الطبيب فيظهر فى الاحياء شافا للضوء وفى الاموات معتما لا يمر منه الضوء) وبهاته لو الجسم وتفرطح اجزائه المضغوطة ( كالمنكبين والارداف) ورخاوة مقلة العين وعتامة القرنية وانعدام منعكسها واتساع فتحة الحدقة – غير ان هذه العلامات كلها او بعضها قد يبدأ ظهورها قبل الموت الفعلي ولذلك فهي وحدها بغير العلامة الأولى الرئيسية لا تثبت الوفاة .

 ويندر ان يخطأ الناس فى تشخيص الموت:

الا فى بعض حالات يكون المريض فيها فى النزع وموته منتظرا وأندر من ذلك ان يقال بموت شخص سليم ظاهريا نتيجة اغماء مفاجئ كما يحدث عند الغرق او صعق التيار الكهربائي او التخدير العام وفى كل هذه الحالات لا يجوز تشخيص الموت الا بعد التأكد التام من ذلك .

بل ان حالات صعق التيار الكهربائي يجب ان يستمر علاجها بالتنفس الصناعي الى ان يظهر الموت بلا ادنى شك بظهور التيبس الموتى مثلا – كما أن الدفن لا يجوز قبل مضى ثمان ساعات على الموت صيفا وعشرة ساعات فى الشتاء وهذه الوقت كاف عادة لان يظهر علامات واضحة للموت فوق العلامات السابقة كالتيبس الموتى والتلون الموتى وغير ذلك .

ولذا فانه من النادر جدا ان يقال بموت شخص حي اللهم الا اذا لم يكشف عليه طبيا لمعرفة الموت او فى حالة الاسراع بالدفن كما يحدث فى الحروب او الاوبئة وعندئذ قد يقال بموت انسان حي وربما دفن فعلا وهو على قيد الحياة .

برودة جسم الميت:

متى انقطعت الحياة امتنع تولد الحرارة واستمر فقدانها فهبط درجة حرارة الجسم تدريجيا حتى تساوى درجة حرارة الجو ويكون ذلك بالطبع اولا عند السطح ثم فى داخل الجسم الذى قد يحتفظ بحرارته مدة طويلة بعد الوفاة .

وقد استعلمت درجة حرارة الاحشاء لمعرفة المدة التى مضت على الوفاة ، ويقال ان الجسم يفقد حرارته بمعدل درجتين او ثلاث درجات مئوية فى الساعة بعد الموت مباشرة ويقل هذا المقدار تدريجيا حتى يصل الى نصف درجة مئوية فى الساعة بعد 18 ساعة من الوفاة وتصبح درجة حرارة الجسم مساوية لدرجة حرارة الجو بعد مضى من 24 – 36 ساعة فى الشتاء ونصف هذه المدة فى الصيف .

وتتأثر سرعة برودة الجسم بعوامل كثيرة بعضها فى الجسم نفسه مثل سبب الوفاة ودرجة حرارة الجسم عند الوفاة وحجم الجسم وحالته الغذائية – وبعضها خارج عن الجسم كدرجة حرارة الجو ووجود أغطية أو ملابس حول الجثة وحالة ما يحيط بالجثة من هواء أو ماء وهكذا .

وعلى ذلك فالأجسام العارية فى الماء او الموضوعة فوق اسطح معدنية تبرد أسرع من الاجسام المغطاة فى الهواء او الموضوعة فوق اسطح رديئة توصل الحرارة كالمراتب والاسرة وغيرها.

التيبس الموتى

( الصمل الموتى –  التيبس الرمي – الصمل الرمي)

هو تصلب يصيب العضلات الارادية وغير الارادية بعد الموت بفترة وجيزة ويبدأ تدريجيا فى العضلات الصغيرة حول الفك السفلى والرقبة ثم فى عضلات الوجه وجفون العين ثم يمتد الى عضلات الصدر والبطن والذراعين والفخذين ثم إلى عضلات الساعدين والساقين ثم عضلات الكفين والقدمين .

والتيبس يصيب كل العضلات :

فهو بذلك لا يؤدى الى تغيير فى وضع الجثة عنه وقت الوفاة الا ان الاصابع قد تنشى قليلا من جزاء بدء التيبس فى العضلات الثانية قبل العضلات الباسطة ، والتيبس يصيب عضلات الحدقة فتضيق فتحتها بعد ان كانت متسعة وقت الوفاة بسبب ارتخاء عضلاتها  ولذلك يجب ان لا يهتم الطبيب بسعة فتحة الحدقة بعد الموت فيجعل منه دليلا على سبب الوفاة  لأن سعة الحدقة بعد الوفاة مسألة تتعلق بارتخاء العضلات أو تسيبها ولا علاقة لها بسبب الوفاة أصلا .

وكذلك حجم القلب قد يظهر صغيرا وقت التيبس :

كما تظهر عضلة كأنها متضخمة وعكس ذلك حين ترتخى العضلات قبل التيبس أو بعده  – وقد يخطئ الفاحص فيرجع ذلك الى حالة القلب فى الحياة مع ان ذلك صورة للتغيرات التى تصيب العضلة بعد الوفاة لا علاقة لها اصلا بحالة عضلة القلب قبل الوفاة كما لا علاقة لها بما يكتبه بعض الاطباء من الجثة قد ماتت والقلب فى حالة انبساط او انقباض ذلك ان انقباض العضلة وانبساطها ينتهى بالموت ولا يبقى لها الا التغير العادي بعد الوفاة وهذا لا علاقة له بما قبل الوفاة .

والتيبس الموتى فى عضلات الامعاء والرحم:

كما يحدث فى العضلات الجلدية مثل العضلة الشامرة للصفن فيؤدى الى انكماش الصفن او العضلات الناصية للشعر فيؤدى الى تحلم سطح الجلد ( جلد الاوزة ) ، ولذلك يجب ان لا يخطى الفاحص فى معرفة كل هذه الظواهر وخلطها بالظواهر الحيوية .

والتيبس الموتى :

يحدث نتيجة تفاعلات كيمائية معقدة فى العضلات تشبه التفاعلات التى تصاحب حركة انقباض العضلات فى الحياة ، ويبدأ عادة بعد حوالى ساعتين من الوفاة ويعم كل الجسم فى حوالى اثنى ساعة ثم يبدأ فى الزوال بعد يوم او اكثر بنفس الترتيب الذى ظهر به .

الا ان سرعة ظهور وانتشار التيبس وزواله تتوقف على عوامل كثيرة أهمها :

1-درجة حرارة الجو :

فالتيبس يسرع فى الظهور وفى الزوال كلما زادت درجة الحرارة ويبطئ كلما قلت درجة الحرارة حتى انه يتوقف عن الظهور كليه اذا انخفضت درجة الحرارة الى الصفر المئوي او اكثر قليلا ( 10 م ) .

وحينئذ قد تتيبس الجثة بسبب اخر غير التيبس الموتى وهو تجلد المياه فى أنسجة الجثة وتجاويفها وبخاصة التجاويف المفصلة وبذلك تتصلب الجثة ما دامت الحرارة منخفضة فإذا اخرجت الجثة الى الجو العادي او ارتفعت درجة الحرارة سألت سوائل الجسم ثانية وزال التيبس الناشئ عن البرودة ولكن لفترة قصيرة جدا يبدأ بعدها ظهور التيبس الموتى فى العضلات .

وهناك نوع اخر من التيبس يصيب الجثة اذا تعرضت الى درجة حرارة مرتفعة جدا كما يحصل فى الحرائق وحوادث الطائرات والسيارات ويرجع سبب هذا التيبس الى تخثر المواد الزلالية فى العضلات بتأثير الحرارة ، ومثل هذه العضلات لا يصيبها التيبس الموتى بعد ذلك ابدا بل تبقى يابسة من الحرارة حتى تلين بالتحلل .

ولكن الجثة التى بدأ فيها التيبس الموتى اذا عرضت للحرارة المرتفعة تصلب عضلاتها بالتيبس الحرارى الذى يخفى كل اثر للتيبس الموتى والتيبس الحرارى يؤدى الى قصر العضلات لدرجة كبيرة فتثنى كل المفاصل فتأخذ الجثة ذلك المظهر السمي بهيئة المصارع بل ان انكماش العضلات قد يكون شديدا لدرجة ان تتمزق اليافها وعندئذ يجب التميز بين التمزقات الموتية والجروح الحيوية .

2- عمر الجثة ودرجة نمو عضلاتها وحالة العضلات الحركية قبل الوفاة :

كل هذه العوامل تؤثر على ظهور وانتشار وزوال التيبس الموتى – فالأطفال والكهول تتيبس جثتهم اسرع من البالغين وهو اسرع ما يكون فى حديثي الولادة أو المواليد الاموات وهو كذلك سريع الظهور والانتشار فى حالة وجود مجهود عضلي قبل الموت كما يحدث فى من يموت وهو يزاول رياضة أو يقوم بعمل جسمي .

وعلى ذلك يتضح انه ليس من الميسور استعمال درجة انتشار التيبس فى الجثة كدليل على وقت الوفاة وذلك لكثرة العوامل التى تؤثر على سرعة التيبس مالم تؤخذ هذه العوامل فى الاعتبار .

التقلص الموتى

(التوتر الرمي – التشنج الموتى – التشنج الرمي)

يجب أن يميز التيبس الموتى عن نوع آخر من التصلب يصيب العضلات بعد الوفاة ويسمى التقلص الموتى أو التوتر الرمي ، وهذا التقلص لا يحدث الا فى حالات الموت السريع العنيف المصحوب باضطراب عصبي شديد ، كما فى الانتحار والغرق والحروب ويكون باستمرار انقباض العضلات المنقبضة وقت الحياة دون ان يظهر عليها اى ارتخاء اولى عند الموت .

فهو بذلك استمرار لحالة الانقباض التى كانت وقت الحياة حتى ان الجثة تبقى قابضة فى يدها على السلاح المستعمل فى الانتحار مثلا او على جزء من ملابس الجاني فى حالات القتل او على بعض الحشائش والاعشاب المائية فى حالات الغرق.

وفى كل هذه الحالات تؤخذ هذه العلامة كدليل هام على طريقة  الموت – وقد يقال بأن هذا الوضع يمكن تمثيله بوضع السلاح فى يد الجثة قبل ان تتيبس ثم تثنى عليه اليد وتحفظ فى هذا الوضع المثنى حتى يتم تيبس عضلاتها وبذلك يستطيع أي قاتل ان يخفى جريمته خلف مظهر الانتحار سالف الذكر الا ان ذلك فى الحقيقة لا يمكن عمله .

اذ القاتل دائما يسرع بالفرار دون ان يجرؤ على البقاء الى جانب ضحيته لمدة بضع ساعات ينتظر حصول التيبس الموتى ، وحتى على فرض انه بقى فان العضلات حين تيبس بعد الموت لا تأخذ مظهر التقبض الشديد الذى يظهر فى حالات التقلص الموتى .

والغالب أنه  لا يظهر التقلص الموتى الا فى مجموعة او اكثر من العضلات كما يحصل عندما تتقلص يد القتيل على الملابس قاتله أو يد المنتحر على سلاحه أو يد الغريق على بعض الحشائش أو العشب .

جدول الفرق بين التيبس الموتى و تقلص الموتى
التيبس الموتىتقلص الموتى
 يحدث فى كل الجثث      لا يحدث الا فى بعض الجثث
 يصيب كل العضلات ارادية وغير ارادية     لا يصيب الا بعض العضلات الارادية وحدها
3- يظهر تدريجيا بعد الوفاة بفترة ثم ينتشر       يظهر مع الوفاة فجأة بصورة كاملة

التلوث الموتى

( الزرقة الرمية – الكباوة الموتية – البقع الانحدارية)

الزرقة او التلون الموتى تغير فى لون الجلد ناشئ عن امتلاء الاوردة والشعيرات فى الاجزاء المنخفضة من جثة الميت نتيجة تأثير الجاذبية على الدم السائل بعد وقوف القلب ويظهر على الجلد بهيئة بقع صغيرة زرقاء او بنفسجية اللون تكبر تدريجيا ثم يندمج بعضها فى بعض وفى بعض الحالات قد تبقى بعض بقع التلون منفصلة عن المسافة الكبيرة للتلون وعندئذ قد تختلط بالكدمات وان كان التميز بينهما دائما سهلا ميسورا .

جدول الفرق بين التلوث الموت والكدم

                التلون الموتى                  الكدم
يرى فى الاجزاء المنخفضة من الجثةيرى فى أي موضع
يعم جميع السطح المنخفض الا مواضع الضغطمحدود المساحة يأخذ شكل الآلة
لا يصحبه ورم أو سحجمصحوب بورم وسحجات
له لون واحدقد يكون متعدد الالوان
ليس به أي علامة حيويةقد يرى به تقبح او التئام
اذا شقى الجلد ظهر الدم داخل الاوردة كنقط صغيرةاذا شق الجلد ظهر الدم منتشرا متخللا كل الانسجة
يمكن غسل الدم تحت الماء الجاري لا يزول الدم تحت الماء الجاري

 

ويتوقف لون التلون على لون الدم قبل الوفاة:

فهو ازرق قاتم إذا نقص الاكسجين كثيرا قل الوفاة كما يحصل فى معظم الوفيات وقد يكون أحمر قانيا كما فى حالات الموت من أول أكسيد الكربون أو اليانور  – كما قد يكون اللون بنيا إذا تحول الهيموجلوبين الى الهيموجلوبين كما فى حالات التسمم بكلورات البوتاسيوم – وقد يظهر الجلد بلون أحمر فرموزي فى حالات الموت من البرد.

ويرى ذلك التلون أيضا فى الجثث التى وضعت فى الثلاجة بعد الوفاةمهما كان سبب الوفاة :

بل لقد تبين ان التلون الازرق يتغير إلى لون أحمر قانت إذا وضعت الجثة فى الثلاجة لبضعة ساعات ، ولذلك يجب عدم الاعتماد على لون الزرقة الاحمر فى الجثة المثلجة فهو لا يدل ابدا على لون الدم قبل الوفاة .

ويظهر التلون عادة فى الظهر :

( اذا ان الجثث توضع عادة على ظهرها) وفى ظهر الذراعين والساعدين وبطن الفخذين والساقين الا ان التلون لا يظهر فى الأماكن المضغوط عليها كمؤخر الرأس والمنكبين والردنين والعقبين ويختفى التلون أيضا من مواضع الاربطة كحمالة الشراب والحزام وباقة القميص وغير ذلك من المواضع المضغوطة وقد تلاحظ بعض بقع انحداريه فى جلد الرقبة من الامام او الجانبين رغم نوم الجثة على الظهر ويكون ذلك بسبب امتلاء الاوردة الوداجية من الدم المنحدر من الرأس .

ويجب ان لا تختلط هذه البقع بالكدمات – أما إذا لم توضع الجثة على ظهرها بعد الموت فيظهر التلون فى اى جزء يكون منخفضا ففي الجثث المعلقة ( كما فى الشنق) تظهر الزرقة فى الطرفين السفلين وفى الساعدين واليدين وفى حالات الموت غرقا يظهر التلون فى الوجه والرقبة وأمام الصدر والاطراف .

وليس تلون قاصرا على الجلد بل يظهر ايضا فى الاحشاء تبعا لوضع الجثة بعد الموت :

ويجب دائما الحذر من خلط مظاهر التلون الموتى بالأحشاء بمظاهر الالتهابات او الاحتقانات الحيوية وبخاصة فى الرئتين والمعدة ، واذا لم يكن الفاحص متأكدا من الالتهاب الحيوي بأي علامة عينية كظهور الارتشاحان فيجب التأكد بالفحص المجهري الذى لابد منه ايضا لإظهار  أي الالتهابات أو احتقانات حيوية منطمسة تحت تلون موتى شديد .

ويبدأ التلون فى الظهور بعد ساعة او اثنين من الوفاة :

ثم يزداد وضوحا الى ان يبلغ مداه عادة بعد ثمان الى عشرة ساعات وتتوقف سرعة ظهور التلون وانتشاره وتمامه على كمية الدم فى الجثة وعلى المدة التى يبقى فيها الدم سائلا بعد الوفاة ففي حالة نقص كمية الدم ( مثل الموت من النزيف) يبطئ ظهور التلون ، وفى حالة زيادة كمية الدم ( مثل الموت من فشل القلب الاحتقاني) يسرع التلون فى الظهور ويتسع مداه .

أما الفترة التى يبقى فيها الدم سائلا داخل الاوعية بعد الوفاة :

فتتوقف على سرعة تجلط الدم بالنسبة لسرعة اعادة ذوبانه نتيجة تكون خميرة مذيبة الليفين فيه “fibrinolysin” فإذا بقى الدم سائلا كما فى حالات كثيرة من الوفاة يزداد التلون الموتى وينتشر الى مدى اوسع ، كما ان تتغير وضع الجثة يغير وضع التلون او الزرقة ما بقى الدم سائلا فإذا تجلط فلا يؤثر تغير الوضع على مواضع الزرقة .

ومثال ذلك أن يكون شخصا معلقا فى حبل وتحته كرسي مقلوب كأنه منتحر شنقا ومع ذلك كان قفاه واضح التلون الرسوبي مما يدل بالتأكد على ان الجثة لم تعلق الا بعد تكون الزرقة فى القفا أي ان الموت كان بغير الشنق وقد تبين من علامات اخرى ان القتل كان بالخنق باليد ثم عاد الجاني الى ضحيته بعد بضع ساعات فغير من وضع الجثة ليمثل صورة انتحارية عليها تضلل العدالة ولكن  بائت دون وجدى .

التحلل الموتى

( التعفن الرمي – التفسخ)

الموت والطب الشرعي والقانون الجنائي

وهو الخطوة النهائية للتغيرات التى تطرأ على الجثة بفعل خمائر البكتيرية التى تحلل الانسجة تدريجيا الى غازات وسوائل وأملاح وتشمل بكتريه التحلل أنواع كثيرة:

أهمها البكتيرية التى تعيش طفيلية فى الامعاء والمسالك التنفسية :

وهذه هى التى تبدأ عملية التحلل بتسللها خلال الاغشية المخاطية لهذه المسالك ووصولها الى الدم حيث تنتقل فيه الى كل انسجة الجسم كما تساعد البكتيرية المرضية التى قد توجد فى الجثة على تقدم عملية التحلل – من ذلك يتبين أن الدم هو اول الانسجة تأثرا فتنحل الكريات ويخرج الهيموجلوبين فيلون جدر الاوعية الدموية وينفذ خلالها ليلون الانسجة حول الاوعية لونا احمر وكثيرا ما يتحد الهيموجلوبين بغازات التحلل وبخاصة كبريتور الايدروجين فيكون مركبات بنية اللون او خضراء داكنة تصبغ الانسجة بهذين اللونين .

أول العلامات الظاهرة للتحلل :

ظهور بقع خضراء داكنة تحت السرة او مقابل الاعور ثم تكبر البقع وتتسع حتى تعم جدار البطن كله ، وفى نفس الوقت تظهر خطوط بنية متفرعة كالشجرة تحت الجلد فى الصدر والظهر وغيرها ، وسبب ظهور هذه التلونات ما سبق وصفه من حل كريات الدم وصنعها لجلد الاوردة السطحية ثم انتفاخ هذه الاوردة والشعيرات بغازات التحلل المتكونة داخلها.

وتشمل هذه الغازات الايدروجين المكبرت والمفسفر والميثين وثاني اكسيد الكربون والنشادر والايدروجين:

وبداهة يؤدى تكون هذه الغازات فى الجسم الى انتفاخه الذى يظهر اولا فى البطن والصفن ، وقد يؤدى ذلك الى اخراج محتويات المعدة من الفم او محتويات المستقيم من الشرج او اخراج جنين من الرحم ، كما يؤدى تراكم هذه الغازات داخل الاوعية الدموية الى انتفاخها وظهورها تحت الجلد بالشكل المتفرع كالشجرة كما ينتج عن هذه الغازات اخراج الدم المتحل من أي جرح فيظهر الجرح كأنه ينزف .

ويؤدى تراكم الغازات الى:

جحوظ العينين وبروز اللسان بين الاسنان وخروج زبد رغوي مدمم من الانف والفم وتكون نقطات غازية تحت الجلد سرعان ما تنفجر وتخرج الغازات منها فتنبعث من الجثة رائحة كريهة تتنبه وتنفصل بشرة الجلد فتصبح الجثة مشوهة تشويها يصعب معه الاستعراف عليها .

وكما يتحلل الجلد والدم تتحلل الاحشاء :

بل لعل التحلل يبدأ اولا فى هذه الاحشاء كالأمعاء، وسرعان ما يصيب بقية الاحشاء كالكبد والطحال فتلين هذه الاحشاء وتتكون فيها فقاعات غازية تحت محافظها وفى جوهرها فتأخذ الاحشاء مظهرا رغويا ثم يتحول لونها الى اللون الاخضر الداكن ثم يسيل جوهر الحشى حتى لترى الكبد وقد أصبح كالكيس الممتلئ بالسائل الأخضر الداكن المنتن تحت ضغط غازي سرعان ما يؤدى الى انفجار هذا الكيس .

وكذلك يحصل الاحشاء فيصبح الصدر والبطن وقد املأ بهذا السائل المنتن دون ان يميز فيهما أي من الاحشاء – وأول الاحشاء تحللا الامعاء والمعدة والمخ ثم يليها الكبد والطحال ثم القلب والرئتان ثم الكلوتان والمثانة والرحم الا اذا كان حاملا فإنه يتحلل قبل القلب والرئتين .

ويختلف وقت ظهور التحلل وسرعة انتشاره فى كل جثة عن الاخرى وذلك تبعا لعوامل كثيرة ولذلك يصعب إبداء الرأى عن وقت الوفاة من هذا التحلل الا اذا اخذ فى الاعتبار دراسة الظروف المختلفة المحيطة بالجثة والتي تؤثر على ظهور التحلل وسرعته وهى :

1- درجة حرارة الجو :

إذا وضعت الجثة فى درجة حرارة اقل من 10م5 فإن بكتريا التحلل تتوقف عن النمو وبذلك لا تظهر اى علامة من علامات التحلل وهذا يدفع الناس لحفظ الجثث او اللحوم فى الثلاجات . فإذا زادت درجة الحرارة عن هذا الحد بدأت البكتريا فى النمو وبالتالي بدأ التحلل فى الظهور ، وتسبب درجات الحرارة لنمو البكتريا وتكاثرها هى درجة 37 م  .

حيث يسرع التحلل كلما قاربت درجة الحرارة هذا الحد ، ولذلك نرى اسراع التحلل فى الصيف عنه فى الشتاء ، فإذا زادت درجة الحرارة عن 40 او 545 م فإن نمو البكتريا يقف ايضا وبالتالي يوقف التحلل الموتى .

وهذا هو السبب فى  التحنيط الطبيعي  الذى يطرأ على الجثث التى تدفن فى رمال الصحراء فى مصر حيث الحرارة مرتفعة والجفاف شديد وهذا عامل اخر هام يمنع التحلل .

2-الرطوبة والتيارات الهوائية :

وهذه تساعد على سرعة التحلل اما الجفاف وسكون الهواء فيساعد على توقف التحلل وظهور التحنيط وذلك ان الماء عامل لازم لنمو البكتريا ايضا .

ولذلك يسرع التحلل فى جثث الغرقى المنتشلة والجثث المتربة “anasarca” وفى حالات الاستسقاء عنه فى جثث الموتى من نزيف او من فقد السوائل .

كما يسرع التحلل فى البطن والصدر عنه فى الاطراف المفصولة وقد يكون ذلك سببا فى خطأ الطبيب الشرعي فى الاستعراف على هذه الاجزاء المقطوعة نظرا لاختلاف درجة التحلل فيها – ولعل السبب فى هذا الاختلاف عدم وجود بكتريا فى الاطراف مثل الموجود فى البطن والصدر.

3-الهواء :

وهذا من اهم العوامل اللازمة للتحلل اذ ان بكتريا التحلل لا يعيش معظمها الا فى الهواء ، ولذلك يبطئ التحلل فى الجثث المدفونة او الغارقة عنه فى الجثث المعرضة للهواء ، كما يبطئ التحلل فى الجثث المدفونة فى صناديق ( جثث النصارى) عنه فى الجثث المدفونة فى اكفان ( جثث مسلمين) .

4- العمر ودرجة النمو :

وهذا عامل هام ايضا ، ولذلك نرى التحلل ايضا ما يكون فى جثث حديثئ الولادة او المرضى المنهوكين والضامرين .

5- سبب الوفاة :

ولهذا اثر واضح فى سرعة التحلل بما يحدثه فى الجثة من خزب (اوديمة) او جفاف او بما يتركه فى الجسم من بكتريا مرضية تنقلب بعد الوفاة الى بكتريا تحليلية تسرع فى ظهور تحلل الجثة ولذلك يسرع التحلل فى جثث الموتى بأمراض عفنة او امراض اخرى معدية .

والوفاة من بعض السموم كالزرنيخ تبطئ التحلل الموتى وقد يكون ذلك راجعا لما يحدثه الزرنيخ من جفاف بالأنسجة وليس راجعا لأثر خاص للزرنيخ على بكتريا التحلل .

من ذلك يتبين ان سرعة التحلل تتوقف على عوامل مختلفة متباينة ، وتبعا لذلك لا يمكن وضع جداول تدل على درجة التحلل فى الاوقات المختلفة بعد الوفاة .

درجة التحلل فى الجثث المدفونة

نستطيع ان نضع فيما يلى بيانا تقريبيا عن درجة التحلل فى الجثث المدفونة فى اكفان من القماش تحت الارض فى قبور مليئة بالهواء ( طريقة الدفن العادية عند المسلمين ) .

  • (أ‌) بعد مضى 24 – 36 ساعة تظهر بقع خضراء فى جدار البطن مقابل الاعور او حول السرة . كما تظهر كثير من الاوعية الدموية المتشعبة فى جلد البطن والصدر وتلين مقلة العينين وتتغضن القرنية .
  • (ب) بعد يومين الى خمسة ايام يظهر الزبد المدموم من الفم والانف وينتفخ البطن والصفن وينتشر اللون فى كل جلد البطن والصدر وتظهر الفقاعات الغازية تحت الجلد وينتفخ الوجه والجسم كله بالغازات المتجمعة تحت الجلد وتبرز العينان واللسان وتختفى ملامح الوجه وتنبعث من الجثة رائحة كريهة من الغازات المتصاعدة .
  • (ج) بعد خمسة ايام الى عشر تسيل مقلة العين ويتساقط الجلد الاخضر الهش كما تتساقط الاظافر والشعر وتظهر اليرقات الدودية المتعددة وبخاصة حول الفم والانف واعضاء التناسل ثم بعد ذلك تنحل الانسجة وتسيل فى التراب تدريجيا حتى تبقى العظام وحدها بعد حوالى ستة أشهر إلى سنة .

التشمع الموتى

كثيرا ما يظهر على الجثث المدفونة فى ارض رطبة ( كأراضي الدلتا فى اوقات الفيضان مثلا ) ان تقف عملية التحلل الموتى ويستبدل بها تحول من نوع خاص يصيب الانسجة الدهنية فيحولها الى مادة شمعية صفراء صلبة ناعمة ذات رائحة عطنه وتظهر هذه المادة الشمعية تحت الجلد فى الوجنتين والثديين والارداف وقد تظهر فى كل الطبقة الدهنية تحت الجلد وبذلك تحتفظ بشكلها عند الوفاة دون تغيير كبير مما يسهل التعرف على الجثة من ملامح الوجه كما قد يحفظ هذا التحول اشكال بعض الجروح التى تقطع الجلد مما يجعل التعرف على سبب الوفاة سهلا حتى بعد مضى سنين .

ويبدأ التصبن او التشمع فى الظهور فى الجثة بعد مضى أسابيع ويتم فى بضعة اشهر الا فى المناطق الاستوائية حيث يمكن ان يظهر ويتم قبل ذلك بكثير وقد وجدت جثث متشمعه فى الهند بعد دفنها ببضعة ايام او بضعة اسابيع.

التحنيط الميتي

معظم الجثث التى تدفن فى اعالى الصعيد فى الرمال فى فصل الصيف لا تتحلل بل تتبخر سوائلها بفعل الجفاف والحرارة ويتعطل نمو البكتريا فلا يظهر أي تحلل فى الانسجة بل تجف الانسجة الرخوة وتتقدد محتفظة بشكل الجثة الى ما يقرب من شكلها عند الوفاة وتسمى هذه الظاهرة التحنيط الطبيعي ، وهى بالطبع غير التحنيط الصناعي الذى مارسه المصريون القدماء على جثث موتاهم وبخاصة الملوك والامراء بطرق خاصة متنوعة .

والجثث المحنطة طبيعيا كثيرة فى مصر بسبب الجفاف والحرارة وبخاصة فى مصر العليا ، ومتى تم التحنيط بعد مضى بضعة شهور على الدفن فإن الجثث لا تتأثر بعد ذلك اذا تعرضت للجو فلا تتحلل .

تأكل الجثث

إذا تركت جثة معرضة فقد تسطو عليها الكلاب والفئران وفى القرى قد تهشها الذباب والناموس وفى الماء وتصبح طعاما للأسماك وبخاصة اسماك البحر كسمك القرش وغيره – وكل هذه الحيوانات قد تحدث بالجثة جروحا تشبه الجروح الحيوية او تطمس اماكن الجروح الحيوية او تتغير معالمها ،ولكن الفحص الدقيق لكل هذه الجروح يظهر صفتها الميتة بعدم وجود أي نزف او كدم او تفاعل حيوي حولها .

اما اذا تعرضت الجثة للنمل فإنه يحدث بها تسلخات خطية او متسعة وبخاصة عند التثنيات الجلدية او اتصال الجلد بالأغشية المخاطية مثل جفون العينين وفتحتي الفم والانف والفتحات التناسلية وقد تشبه هذه التسلخات السحجات الحيوية غير ان وجود كدمات حول الثانية او أي تفاعل حيوي يميزها عن الاولى وفى بعض الحالات قد لا توجد أي كدمات او تفاعلات حيوية وعندئذ قد يصعب التميز الا بالفحص المجهري الذى يظهر التفاعلات الحيوية الدقيقة .

والذباب من الحشرات التى تسطو على الجثث بعد الموت حيث تضع بيضها وبخاصة حول فتحات الجثة وسرعان ما يفقس البيض الى يرقات تشبه الديدان ويختلف شكلها ودرجة نموها تبعا لنوع الذبابة ( الذباب المنزلي او الذباب الاخضر او الازرق) ثم تتحول هذه الديدان الى عذارى وتشرنق لفترة قد تصل الى بضعة اسابيع ثم يخرج من الشرانق ذباب يبدأ فى التهام الانسجة الميتة من جديد  .

ويمكن الاستعانة على تقدير الفترة التى مضت على الوفاة من درجة نمو هذه الحشرات – فبيض الذبابة المنزلية اذا وضع على الجثة يفقس بعد يوم الى ثلاثة ايام حسب درجة حرارة الجو وتخرج منه كائنات بيضاء مصفرة صغيرة كثيرة العدد تغطى سطح الجلد مثل نشارة الخشب وتأكل الانسجة بنهم فتكبر حتى يصبح طول اليرقة الواحدة حوالى سنتيمترات واحد بعد خمسة الى سبعة ايام وعندئذ تتحول الى عذراء داخل شرنقة ذات لون أحمر قاتم ثم تخرج منها ذبابة كاملة بعد اربعة او خمسة ايام .

أما الذباب الاخضر فله مدد مختلفة لتطوره ولذلك يجب الاعتناء بأخذ عينة من الحشرات الموجودة على الجثة توضع فى زجاجات فارغة واخرى توضع فى كحول مع عينة من التراب حول الجثة حيث توجد الشرانق عادة وترسل هذه العينات الى احد المختصين بعلم الحشرات لفحصها وتقرير درجة نموها والمدة اللازمة لذلك.

رحلة الطب الشرعي في كشف الحقيقة

يبدأ عمل  الطبيب الشرعي  من مسرح الجريمة حيث يقوم بجمع الأدلة وتوثيقها. ثم يتم تحليل هذه الأدلة في المختبر لتحديد هوية الضحية وسبب الوفاة ليقدم الطبيب الشرعي شهادته في قاعة المحكمة، حيث يساعد القاضي والهيئة القضائية في فهم الأدلة العلمية وكيفية ارتباطها بالقضية.

مراحل رحلة الطب الشرعي:

1. مسرح الجريمة:
  • يقوم الطبيب الشرعي بفحص مسرح الجريمة لتحديد موقع الجثة وتوثيق موقع الأدلة.
  • يتم جمع الأدلة الجنائية مثل الدم، الشعر، الألياف، بصمات الأصابع، والأسلحة.
  • يتم نقل الجثة إلى المشرحة لإجراء تشريح الجثة.
2. المختبر:
  • يتم إجراء فحوصات علمية على الأدلة الجنائية لتحديد هوية الضحية وسبب الوفاة.
  • قد تشمل هذه الفحوصات اختبارات الحمض النووي، فحص بصمات الأصابع، تحليل السموم، وتحديد وقت الوفاة.
3. قاعة المحكمة:
  • يقدم الطبيب الشرعي شهادته في قاعة المحكمة، حيث يشرح الأدلة العلمية وكيفية ارتباطها بالقضية.
  • يساعد الطبيب الشرعي القاضي والهيئة القضائية في فهم الأدلة العلمية وتحديد ما إذا كان المتهم مذنبًا أم لا.
أدوات الطب الشرعي:
  • الأدوات الأساسية للطب الشرعي تشمل:
    • كاميرا لتوثيق مسرح الجريمة.
    • أدوات لجمع الأدلة الجنائية.
    • أكياس بلاستيكية لحفظ الأدلة.
    • أدوات تشريح الجثة.
    • مجاهر وأدوات مختبرية لتحليل الأدلة.
التخصصات في الطب الشرعي:
  • هناك العديد من التخصصات في الطب الشرعي، منها:
    • علم الأمراض الشرعية: يدرس أمراض وتشريح الجثة.
    • علم السموم: يدرس المواد السامة وتأثيرها على الجسم.
    • علم الوراثة الشرعية: يدرس الحمض النووي وتطبيقه في الطب الشرعي.
    • علم النفس الشرعي: يدرس سلوك المجرمين وعلم النفس الجنائي.
أهمية الطب الشرعي:
  • يقدم الطب الشرعي دورا هاما في تحقيق العدالة من خلال:
    • تحديد هوية الضحايا.
    • تحديد سبب الوفاة.
    • ربط الأدلة الجنائية بالمشتبه بهم.
    • مساعدة القاضي والهيئة القضائية في اتخاذ قرار عادل.

الخاتمة

عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض

 الطب الشرعي  هو علم هام يعتمد عليه النظام القضائي في كشف الحقيقة وتحقيق العدالة لمعرفة سبب موت الشخص وهل هناك شبهه جنائية من عدمه وان كان هناك شبههة جريمة وجب الكشف عن سبب الوفاة وكيفية حدوثها ووقت القتل ومن ثم يبدأ عمل الطبيب الشرعي من مسرح الجريمة حيث يقوم بجمع الأدلة وتوثيقها ثم يتم تحليل هذه الأدلة في المختبر لتحديد هوية الضحية وسبب الوفاة وفي النهاية يقدم الطبيب الشرعي شهادته في قاعة المحكمة حيث يساعد القاضي والهيئة القضائية في فهم الأدلة العلمية وكيفية ارتباطها بالقضية.

  • انتهي البحث القانوني ويمكن لحضراتكم التعليق في صندوق التعليقات بالأسفل لأى استفسار قانوني
  • زيارتكم لموقعنا تشرفنا ويمكن الاطلاع علي المزيد من المقالات والأبحاث القانونية المنشورة للأستاذ عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض في القانون المدني والملكية العقارية من خلال أجندة المقالات
  • كما يمكنكم التواصل مع الأستاذ عبدالعزيز عمار المحامي من خلال الواتس اب شمال الصفحة بالأسفل
  • كما يمكنكم حجز موعد بمكتب الأستاذ عبدالعزيز عمار المحامي من خلال الهاتف ( 01285743047 ) وزيارتنا بمكتبنا الكائن مقره مدينة الزقازيق 29 شارع النقراشي – جوار شوادر الخشب – بعد كوبري الممر – برج المنار – الدور الخامس زيارة مكتبنا بالعنوان الموجود على الموقع
مع خالص تحياتي
logo2
Copyright © المقالة حصرية ومحمية بحقوق النشر الحقوق محفوظة لمكتب الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض
Print Friendly, PDF & Email
عبدالعزيز حسين عمار محامي بالنقض
عبدالعزيز حسين عمار محامي بالنقض

الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض خبرات قضائية فى القانون المدنى والملكية العقارية ودعاوى الإيجارات ودعاوى الموظفين قطاع حكومى وخاص وطعون مجلس الدولة والنقض ليسانس الحقوق 1997

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

©المقالة محمية بحقوق النشر الحقوق ( مسموح بالتحميل pdf في نهاية المقالة)

* { -webkit-touch-callout: none; /* iOS Safari */ -webkit-user-select: none; /* Safari */ -khtml-user-select: none; /* Konqueror HTML */ -moz-user-select: none; /* Old versions of Firefox */ -ms-user-select: none; /* Internet Explorer/Edge */ user-select: none; /* Non-prefixed version, currently supported by Chrome, Opera and Firefox */ }