الملكية الأدبية والفنية: تعريفه، أهميته، وتطبيقاته (2024)

الملكية الأدبية والفنية وحقوق المبدعين

يشرح هذا المقال مفهوم الملكية الأدبية والفنية بدءا من نشأتها وتطورها عبر التاريخ، مرورا بأهم مبادئها وأركانها وصولا إلى التحديات التي تواجهها في العصر الرقمي كما يتضمن أمثلة واقعية من مختلف المجالات الإبداعية وتأثيرها على حياة المبدعين والمجتمع ككل.

الملكية الأدبية والفنية النشأة والتطور

• ظهرت ملامح الملكية الأدبية والفنية لأول مرة في الحضارات القديمة، مثل حضارة بلاد الرافدين ومصر القديمة حيث تم سن قوانين لحماية حقوق الكتاب والفنانين. وتطور هذا المفهوم خلال القرون الوسطى، خاصة في أوروبا، مع ظهور الطباعة وانتشار الكتب.
• وشهد القرن التاسع عشر نقلة نوعية في مجال حماية الملكية الأدبية والفنية، حيث تم تأسيس العديد من الاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية برن لحماية الأعمال الأدبية والفنية، واتفاقية روما لحماية حقوق الفنانين الأداء والموسيقيين ومنتجي التسجيلات الصوتية وبث الإذاعة.

مفهوم الملكية الأدبية والفنية

الملكية الأدبية والفنية هي مجموعة من الحقوق التي تحمي الإبداع الفكري في مختلف المجالات الأدبية والفنية وتشمل هذه الحقوق:

• الحقوق المعنوية: هي حقوق شخصية لا يجوز التنازل عنها، وتشمل:
  • حق نسبة العمل إلى مؤلفه.
  • حق نشر العمل.
  • حق سحب العمل من التداول.
  • حق احترام سلامة العمل.
• الحقوق المادية: هي حقوق مالية يمكن التنازل عنها، وتشمل:
  • حق الاستنساخ.
  • حق الترجمة.
  • حق التوزيع.
  • حق الأداء العلني.
  • حق البث.

تُمنح هذه الحقوق للمؤلف أو الفنان بشكل تلقائي بمجرد إبداع العمل، ولا يشترط تسجيله للحصول على الحماية.

وتُلزم القوانين الوطنية والدولية مختلف الدول باحترام حقوق الملكية الأدبية والفنية، ومنع أي انتهاك لها.

وتُعدّ حماية الملكية الأدبية والفنية أمرًا ضروريًا لعدة أسباب، منها:

• تشجيع الإبداع: من خلال ضمان حصول المبدعين على عائد مادي من أعمالهم، مما يُشجعهم على الاستمرار في الإبداع.
• حماية حقوق المبدعين: من خلال منع سرقة أعمالهم أو استخدامها دون موافقتهم.
• ضمان جودة الأعمال: من خلال تشجيع المبدعين على بذل المزيد من الجهد في إبداع أعمالهم.
• تعزيز التبادل الثقافي: من خلال تسهيل تبادل الأعمال الأدبية والفنية بين مختلف الدول

أهم مبادئ وأركان الملكية الأدبية والفنية:

تتضمن الملكية الأدبية والفنية مجموعة من الحقوق التي يتمتع بها صاحب العمل الإبداعي، أهمها:

• حق النشر: وهو حق نشر العمل وطبعه وتوزيعه علنًا.
• حق الأداء العلني: وهو حق عرض العمل أمام الجمهور.
• حق الإعادة الإنتاج: وهو حق نسخ العمل أو إعادة إنتاجه بأي شكل من الأشكال.
• حق الترجمة: وهو حق ترجمة العمل إلى لغة أخرى.
• حق التحويل: وهو حق تحويل العمل إلى شكل فني آخر، مثل تحويل رواية إلى فيلم.

وتختلف مدة حماية هذه الحقوق من دولة إلى أخرى، لكن بشكل عام، تستمر لمدة 50 عامًا بعد وفاة صاحب العمل.

أمثلة على الملكية الأدبية والفنية:

تشمل الملكية الأدبية والفنية مختلف أنواع الإبداع، مثل:

• الكتب والروايات: من أشهر الأمثلة على الملكية الأدبية رواية “الأمير الصغير” للكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري.
• الأفلام والمسلسلات: من أشهر الأمثلة على الملكية الفنية فيلم “The Shawshank Redemption” للمخرج فرانك دارابونت.
• القطع الموسيقية: من أشهر الأمثلة على الملكية الموسيقية أغنية “Imagine” للمغني جون لينون.
• اللوحات والمنحوتات: من أشهر الأمثلة على الملكية الفنية لوحة “الموناليزا” للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي.

تأثير الملكية الأدبية والفنية على حياة المبدعين والمجتمع:

تُعدّ الملكية الأدبية والفنية من أهم العوامل التي تُساهم في تحفيز الإبداع والابتكار. فهي تُتيح للمبدعين حماية حقوقهم وضمان حصولهم على مقابل مادي لجهودهم. كما تُساهم في نشر الثقافة والمعرفة بين أفراد المجتمع، وتعزيز التنوع الثقافي.

التحديات التي تواجه الملكية الأدبية والفنية في العصر الرقمي:

يُواجه مفهوم الملكية الأدبية والفنية العديد من التحديات في العصر الرقمي، أهمها:

• القرصنة الرقمية: حيث يتم نسخ الأعمال الإبداعية وتوزيعها بشكل غير قانوني على الإنترنت.
• الذكاء الاصطناعي: حيث تُثير تقنيات الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول ملكية الأعمال التي يتم إنشاؤها باستخدام هذه التقنيات.

​ أنواع الملكية الأدبية والفنية

تنقسم الملكية الأدبية والفنية إلى نوعين رئيسيين:

1. حقوق التأليف:

تشمل جميع الأعمال الأدبية والفنية، مثل:

• الكتب.
• الموسيقى.
• الأفلام.
• اللوحات الفنية.
• المنحوتات.
• البرامج الحاسوبية.
• قواعد البيانات.
• التصميمات المعمارية.

2. الحقوق المجاورة لحقوق التأليف:

تشمل حقوقًا مرتبطة بحقوق التأليف، مثل:

• حقوق فناني الأداء.
• حقوق منتجي التسجيلات الصوتية.
• حقوق الإذاعة.
• حقوق البث.

وتشمل بعض أنواع الملكية الأدبية والفنية:

الأعمال الأدبية:

• الكتب والمقالات.
• القصص والشعر.
• المسرحيات.
• النصوص السينمائية والتلفزيونية.
• البرامج الحاسوبية.
• قواعد البيانات.

الأعمال الفنية:

• اللوحات الفنية.
• المنحوتات.
• التصاميم المعمارية.
• التصوير الفوتوغرافي.
• الأفلام والمسلسلات.
• الموسيقى.

العلامات التجارية:

هي  علامات  تُستخدم للتمييز بين سلع أو خدمات منشأة معينة وسلع أو خدمات منشآت أخرى.

براءات الاختراع:

هي شهادات تُمنح للمخترعين لحماية اختراعاتهم الجديدة.

الرسوم الصناعية:

هي تصاميم جديدة أو أصلية لمنتجات صناعية.

النموذج الصناعي:

هو شكل أو نمط ثلاثي الأبعاد لمنتج صناعي.

المؤشرات الجغرافية:

هي علامات تدل على أصل سلعة معينة من منطقة جغرافية محددة.

وهناك بعض أنواع الملكية الفكرية الأخرى، مثل:

الأسرار التجارية:

هي معلومات سرية تُستخدم في التجارة أو الأعمال.

الحقوق المجاورة لحقوق المؤلف:

تشمل حقوقًا مرتبطة  بحقوق التأليف ، مثل حقوق فناني الأداء ومنتجي التسجيلات الصوتية.

كيفية حفظ حقوق الملكية الأدبية والفنية

يمكن حفظ حقوق الملكية الأدبية والفنية من خلال اتباع الخطوات التالية:

1. إثبات تاريخ الإبداع:

من المهم إثبات تاريخ إبداع العمل لضمان أحقية المالك في حقوقه.

يمكن إثبات تاريخ الإبداع من خلال:

التسجيل في مكتب حقوق النشر:

يُعدّ تسجيل العمل في مكتب حقوق النشر الطريقة الرسمية لإثبات تاريخ الإبداع.

الاحتفاظ بسجلات الإبداع:

يمكن الاحتفاظ بسجلات الإبداع، مثل:

• مخطوطات العمل الأولية.
• رسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بالعمل.
• شهادات الشهود.

استخدام توقيع زمني رقمي:

يُمكن استخدام توقيع زمني رقمي لإثبات تاريخ إبداع العمل.

2. استخدام علامة حقوق النشر:

• علامة حقوق النشر هي رمز © يليه اسم صاحب الحق و سنة النشر.
• يُمكن استخدام علامة حقوق النشر على جميع النسخ من العمل.
• يُساعد استخدام علامة حقوق النشر على إعلام الآخرين بأن العمل محمي بحقوق النشر.

3. استخدام ترخيص حقوق النشر:

• يُمكن للمالك ترخيص استخدام العمل للآخرين من خلال ترخيص حقوق النشر.
• تحدد شروط ترخيص حقوق النشر كيفية استخدام العمل.
• يُمكن استخدام تراخيص حقوق النشر المختلفة، مثل:

رخصة Creative Commons:

هي تراخيص مجانية تسمح للآخرين باستخدام العمل بشروط محددة.

رخصة الاستخدام الحصري:

هي رخصة تمنح لشخص واحد فقط الحق في استخدام العمل.

4. مراقبة استخدام العمل:

• من المهم مراقبة استخدام العمل للتأكد من عدم استخدامه دون موافقة المالك.
• يمكن استخدام أدوات مختلفة لمراقبة استخدام العمل، مثل:
• محركات البحث عن الصور.
• أدوات تتبع المحتوى.

5. اتخاذ الإجراءات القانونية في حالة انتهاك حقوق النشر:

• في حالة انتهاك حقوق النشر، يمكن للمالك اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الناقض.
• تختلف الإجراءات القانونية من دولة إلى أخرى.
• يُمكن للمالك الاستعانة بمحامي متخصص في قانون الملكية الفكرية.

​ أهمية حماية الملكية الأدبية والفنية

تُعدّ حماية الملكية الأدبية والفنية أمرًا بالغ الأهمية لعدة أسباب، منها:

1. تشجيع الإبداع:

من خلال ضمان حصول المبدعين على عائد مادي من أعمالهم، مما يُشجعهم على الاستمرار في الإبداع وتقديم المزيد من الأعمال المميزة.

يُحفز حماية الملكية الأدبية والفنية على الاستثمار في الإبداع، حيث يشعر المستثمرون بالأمان عند ضمان حماية حقوقهم.

2. حماية حقوق المبدعين:

من خلال منع سرقة أعمالهم أو استخدامها دون موافقتهم.

تُعزز حماية الملكية الأدبية والفنية من الشعور بالظلم والتهميش لدى المبدعين، مما يُحفزهم على الاستمرار في عطاءهم.

3. ضمان جودة الأعمال:

من خلال تشجيع المبدعين على بذل المزيد من الجهد في إبداع أعمالهم.

تُسهم حماية الملكية الأدبية والفنية في الارتقاء بالذوق العام، حيث تُتيح للأفراد الوصول إلى أعمال إبداعية عالية الجودة.

4. تعزيز التبادل الثقافي:

من خلال تسهيل تبادل الأعمال الأدبية والفنية بين مختلف الدول.

تُساهم حماية الملكية الأدبية والفنية في نشر الثقافة والمعرفة بين مختلف الشعوب.

5. تحفيز النمو الاقتصادي:

من خلال خلق فرص عمل جديدة في مجالات الإبداع والابتكار.

تُسهم حماية الملكية الأدبية والفنية في جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث تُشكل بيئة آمنة للاستثمار في الإبداع.

6. تعزيز الابتكار:

من خلال تشجيع المبدعين على ابتكار أفكار جديدة وتحسين الأفكار الموجودة.

تُساهم حماية الملكية الأدبية والفنية في تسريع وتيرة التقدم العلمي والتكنولوجي.

7. حماية المستهلكين:

من خلال ضمان حصولهم على منتجات وخدمات إبداعية عالية الجودة.

تُساعد حماية الملكية الأدبية والفنية في مكافحة الغش والتدليس، حيث تُتيح للمستهلكين التمييز بين المنتجات الأصلية والمنتجات المقلدة.

8. تعزيز الشعور بالعدالة:

من خلال ضمان حصول المبدعين على حقوقهم المادية والمعنوية.

تُسهم حماية الملكية الأدبية والفنية في بناء مجتمع عادل يُقدّر الإبداع ويُكافئ المبدعين.

9. تعزيز السمعة الدولية:

من خلال إظهار التزام الدولة بحماية حقوق الملكية الفكرية.

تُساهم حماية الملكية الأدبية والفنية في جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التعاون الدولي.

10. حماية التراث الثقافي:

من خلال ضمان حماية الأعمال الأدبية والفنية التي تُشكل جزءًا من التراث الثقافي.

تُساهم حماية الملكية الأدبية والفنية في نقل التراث الثقافي للأجيال القادمة.

الملكية الأدبية في قضاء النقض

التعديل أو التحوير في المصنف الفني. للمؤلف وحده أو بإذن كتابي منه. تحويل المصنف من لون إلى آخر بإذن المؤلف أو خلفه. جواز إجراء المتعاقد الآخر تحويراً فيه حسبما تفتضيه أصول الفن في اللون الذي حول إليه.

1. إنه وإن كانت المادة السابعة من القانون رقم 354 لسنة 1954 بشأن حماية حق المؤلف تعطي للمؤلف وحده الحق في إدخال ما يرى من تعديل أو تحوير على مصنفه ولا تجيز لغيره أن يباشر شيئاً من ذلك إلا بإذن كتابي منه أو ممن يخلفه، إلا أن سلطة المؤلف في ذلك وخلفه من بعده مقيدة في حالة تحويل المصنف من لون إلى آخر بحسب ما يقتضيه هذا التحويل.
2. فإذا أذن المؤلف أو خلفه بتحويل المصنف من لون إلى آخر – من عمل مسرحي إلى عمل إذاعي فليس لأيهما أن يعترض على ما يقتضيه التحويل من تحوير وتغيير في المصنف الأصلي مما تستوجبه أصول الفن في اللون الذي حوّل إليه المصنف ويفترض رضاءهما مقدماً بهذا التحوير.

المحكمة

بعد الاطلاع على الأوراق وسماع التقرير الذي تلاه السيد المستشار المقرر والمرافعة وبعد المداولة قانونا وحيث إن الطعن استوفى أوضاعه الشكلية:

وحيث إن الوقائع على ما يبين من الحكم المطعون فيه وسائر أوراق الطعن تتحصل في أن:

المطعون عليه…. الشهير بـ…. عن نفسه وبصفته  حارسا قضائيا  على التركة الموسيقية للمرحوم والده…. أقام الدعوى رقم 2345 لسنة 1959 مدني القاهرة الابتدائية والتي قيدت فيما بعد برقم 6925 سنة 1971 مدني شمال القاهرة ضد الطاعن بصفته الممثل القانوني للإذاعة والتلفزيون.

وطلب فيها الحكم:

بإلزامه بأن يدفع له مبلغ 6500 جنيه وفسخ العقد المبرم بينهما في 28/ 3/ 1956 بالنسبة إلى مسرحية الباروكة

وقال شرحا للدعوى إنه:

اتفق مع الطاعن بموجب ذلك العقد على أن تقوم الإذاعة خلال ثلاثة أشهر من تاريخ التعاقد بإذاعة ثلاثة مسرحيات غنائية من تلحين المرحوم …. هي:

العشرة الطيبة وشهرزاد والباروكة مقابل 550 جنيه عن كل مسرحية

ونفاذاً لما ألزم به قدم الطاعن كافة النصوص والنوت الموسيقية الخاصة بتلك المسرحيات مدونة تدويناً صالحاً، وإذ عبثت الإذاعة بمسرحيتي العشرة الطيبة وشهرزاد فأحدثت بهما تغييرات بالحذف والإضافة مما أساء إلى سمعة ملحنهما الفنية، ولم تقم بإخراج مسرحية الباروكة رغم انقضاء الأجل المحددة لذلك فقد أقام الدعوى بطلباته سالفة البيان.

وفي 30/ 10/ 1960 حكمت المحكمة بندب خبير لأداء المأمورية المبينة بمنطوق الحكم، وبعد أن قدم الخبير تقريره عادت وبتاريخ 23/ 11/ 1974 فحكمت :

بإلزام الطاعن بأن يدفع للمطعون عليه مبلغ 5000 جنيه استأنف الطاعن هذا الحكم بالاستئناف رقم 17 سنة 92 ق مدني القاهرة.

وبتاريخ 28/ 3/ 1976 حكمت المحكمة:

بتعديل الحكم المستأنف وإلزام الطاعن بأن يؤدي للمطعون عليه مبلغ 2000 جنيه.

طعن الطاعن في هذا الحكم بطريق  النقض وقدمت النيابة العامة مذكرة أبدت فيها الرأي بنقض الحكم وعرض الطعن على هذه الدائرة في غرفة مشورة فرأت أنه جدير بالنظر وحددت جلسة لنظره وفيها التزمت النيابة رأيها.

وحيث إن الطعن بني على ثلاثة أسباب ينعى الطاعن بالسبب الأول منها على الحكم المطعون فيه البطلان وفي بيان ذلك يقول:

إن المستشار …. رئيس الدائرة التي أصدرت الحكم المطعون فيه سبق له نظر الدعوى أمام محكمة أول درجة وأصدر فيها بتاريخ 30/ 10/ 1960 حكماً بندب خبير فأضحى بذلك غير صالح لنظر الدعوى في الاستئناف ممنوعاً من سماعها وهو ما يعيب الحكم بالبطلان.

وحيث إن هذا النعي مردود :

بأن ما تنص عليه المادة 146 من قانون المرافعات من عدم صلاحية القاضي لنظر الدعوى ووجوب امتناعه من سماعها إن كان قد سبق نظرها يقتضي ألا يقوم القاضي بعمل يجعل له رأياً في الدعوى أو معلومات شخصية تتعارض مع ما يشترط فيه من خلو الذهن عن موضوعها ليستطيع أن يزن حجج الخصوم وزناً مجردا.

ولما كان الثابت من الاطلاع على حكم  ندب الخبير  الذي أصدره المستشار بتاريخ 30/ 10/ 1960 في الدعوى الابتدائية إبان عمله بمحكمة القاهرة الابتدائية أن الحكم خلا مما يشف عن رأي المحكمة في موضوع النزاع، فإنه لا يفقد القاضي الذي أصدره صلاحية نظر الاستئناف المرفوع عن الحكم القطعي الصادر من المحكمة الابتدائية بهيئة أخرى في تلك الدعوى، ومن ثم يكون النعي على الحكم المطعون فيه بهذا السبب على غير أساس.

وحيث إن الطاعن ينعى بالسبب الثاني على الحكم المطعون فيه مخالفة القانون والقصور في التسبيب وفي بيان ذلك يقول:

إنه تمسك في دفاعه أمام محكمة الموضوع بأن مسرحيتي شهرزاد والعشرة الطيبة كانتا بألفاظهما وألحانهما معدتين أساساً كعمل مسرحي يؤدي على خشبة المسرح إبان حياة ملحنهما وذلك منذ زمن بعيد وقبل ظهور مكبرات الصوت والأجهزة الإذاعية الحساسة في نقل الأًصوات.

وأن مقتضيات عرضهما على هذا النحو تختلف بطبيعة الحال عن مقتضيات عرضهما إذاعياً لما بين طريقتي العرض من تباين كبير وأن هذا التفاوت اقتضى من الطاعن إجراء تحوير يسير في بعض ألفاظ المسرحيتين وفي طبقات الصوت والموسيقى والوقفات ولا حرج عليه في إثبات هذا التحوير الذي يفترض رضاء المطعون عليه به مقدما .

إلا أن الحكم أطرح هذا الدفاع بمقولة أن ما أجراه الطاعن من تحوير يعتبر خطأ يوجب مساءلته واستند في ذلك إلى ما قرره من أن التراث يتعين تقديمه بحالته وأن تقديم العمل الفني بصورة معينة مرجعه إلى مؤلفه وحده دون غيره، وهذا من الحكم خطأ في القانون، ولو كان قد عنى ببحث دفاعه لانتهى إلى نتيجة غير تلك التي انتهى إليها، وهو ما يعيبه فضلاً عن ذلك بالقصور في التسبيب.

وحيث إن هذا النعي سديد:

ذلك أنه وإن كانت المادة السابعة من القانون رقم 354 لسنة 1954 بشأن حماية حق المؤلف تعطي للمؤلف وحده الحق في إدخال ما يرى من تعديل أو تحوير على مصنفه ولا تجيز لغيره أن يباشر شيئاً من ذلك إلا بإذن كتابي منه أو ممن يخلفه، إلا أن سلطة المؤلف في ذلك وخلفه من بعده مقيدة في حالة تحويل المصنف من لون إلى آخر بحسب ما يقتضيه هذا التحويل، فإذا أذن المؤلف أو خلفه بتحويل المصنف من لون إلى آخر.

فليس لأيهما أن يعترض على ما يقتضيه التحويل من تحوير وتغيير في المصنف الأصلي مما تستوجبه أصول الفن في اللون الذي حول إليه المصنف ويفترض رضاءهما مقدماً بهذا التحوير لما كان ذلك وكان الطاعن قد تمسك أمام محكمة الموضوع بدفاعه الوارد بسبب النعي .

وكان الحكم الابتدائي الذي أيده الحكم المطعون فيه وأحال إلى أسبابه قد أطرح هذا الدفاع لما قروه من أن الطاعن ليس له حق تعديل المصنف أو تحويره وأن التراث الفني يجب تقديمه دون عبث وأن تقديم العمل بصورة معينة مرجعه إلى مؤلفه وحده دون غيره.

وكان هذا الذي قرره الحكم غير صحيح وقد حجب نفسه بهذا النظر الخاطئ عن بحث دفاع الطاعن واستظهار أن ما أجراه من تحوير كان من مقتضيات عملية تحويل المصنف، فإن الحكم يكون فضلاً عن مخالفته القانون معيباً بالقصور في التسبيب بما يستوجب نقضه دون حاجة إلى بحث باقي  أسباب الطعن .

خاتمة الملكية الأدبية

ختاماً، تُعدّ الملكية الأدبية والفنية عنصرًا أساسيًا في تنمية المجتمعات وحماية إبداعات الأفراد.

من خلال حماية حقوق الملكية الأدبية والفنية، نُشجع الإبداع والابتكار، ونُعزز التبادل الثقافي، ونُحفز النمو الاقتصادي.

يجب على الجميع، من مبدعين ومستثمرين ومستهلكين وحكومات، التعاون من أجل ضمان حماية هذه الحقوق، لما لها من أهمية كبيرة في جميع مجالات الحياة.

إنّ احترام حقوق الملكية الأدبية والفنية هو احترام للإبداع ولحقوق المبدعين، وهو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع فتُعدّ حماية الملكية الأدبية والفنية مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع، من مبدعين ومستثمرين ومستهلكين وحكومات.

يجب على الجميع التعاون من أجل ضمان حماية هذه الحقوق، لما لها من أهمية كبيرة في جميع مجالات الحياة.

معًا، نستطيع بناء مجتمع يُقدّر الإبداع ويُكافئ المبدعين.

• انتهي البحث القانوني ويمكن لحضراتكم التعليق في صندوق التعليقات بالأسفل لأى استفسار قانوني.
• زيارتكم لموقعنا تشرفنا ويمكن الاطلاع علي المزيد من المقالات والأبحاث القانونية المنشورة للأستاذ عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض في القانون المدني والملكية العقارية من خلال أجندة المقالات .
• كما يمكنكم التواصل مع الأستاذ عبدالعزيز عمار المحامي من خلال الواتس اب شمال الصفحة بالأسفل.
• كما يمكنكم حجز موعد بمكتب الأستاذ عبدالعزيز عمار المحامي من خلال الهاتف ( 01285743047 ) وزيارتنا بمكتبنا الكائن مقره مدينة الزقازيق 29 شارع النقراشي – جوار شوادر الخشب – بعد كوبري الممر – برج المنار – الدور الخامس زيارة مكتبنا بالعنوان الموجود على الموقع.
• يمكن تحميل الأبحاث من أيقونة التحميل pdf في نهاية كل مقال وكل بحث ، ونعتذر لغلق امكانية النسخ بسبب بعض الأشخاص الذين يستحلون جهد الغير في اعداد الأبحاث وتنسيقها ويقومون بنشرها علي مواقعهم الالكترونية ونسبتها اليهم وحذف مصدر البحث والموقع الأصلي للبحث المنشور ، مما يؤثر علي ترتيب موقعنا في سيرش جوجل ، أعانهم الله علي أنفسهم .

المقالة حصرية ومحمية بحقوق النشر الحقوق محفوظة © الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض