التمويل الداخلي الخارجي: ركائز أساسية لتنمية اقتصادية

التمويل

تعد سياسة التمويل الداخلي والتمويل الخارجي من أهم الركائز الأساسية لتنمية اقتصادية مستدامة يعتمد كل منهما على تمويل مختلف داخلي من داخل الدولة وخارجي من مصادر خارجية ويستخدم كل منهما لتمويل مشاريع وخطط التنمية الاقتصادية.

سياسة التمويل

التمويل

لكي تتمكن المؤسسة من تمويل استثماراتها بالقدر الكافي وفي الزمن المطلوب وبالتكلفة المناسبة يتحتم عليها وضع سياسة لذلك وهو ما يسمى بسياسة التمويل حيث أن هذه الأخيرة تأخذ بالحسبان المصادر المتاحة أمامها والمتمثلة بالمصادر الداخلية ( رؤوس الأموال الخاصة ) أو بالمصادر الخارجية وأصبحت عملية المفاضلة بين هذه المصادر تتطلب دراسة منهجية لكل مصدر و ذلك حسب طبيعة المشروع أو الاحتياج التمويلي  فالمؤسسة تجد أمامها عدة بدائل للتمويل من الاعتماد على مصادرها الذاتية إصدار و طرح الأسهم و السندات في السوق المالية ، اللجوء إلى القروض بكل أنواعها .

اختيار التمويل

كما ذكرنا سابقا فان المؤسسة تواجه نوعين من التمويل التمويل الداخلي والتمويل الخارجي .

  • ففي حالة اختيارها للتمويل الداخلي فإنها ستلجأ لاستعمال أموالها الخاصة .
  • أما التمويل الخارجي فيكون عندما تتجه المؤسسة للبنوك أو المؤسسات المالية المختصة أو إلى الشركاء الصناعيين والتجاريين أو يمكنها اللجوء إلى أسواق رؤوس الأموال .

التمويل الداخلي

إن المصدر الأول لتمويل المؤسسة هو المصادر الداخلية التي تمتلكها المؤسسة و هو ما يفسر قدرتها على تحمل عبء عملية تمويل مختلف نشاطاتها خلال دورة الاستغلال ، فاعتماد المؤسسة على إمكانياتها الخاصة يحدد حجم الأموال التي تحتاجها من مصادر خارجية للتمويل .

يعرف التمويل الداخلي بأنه :

الأموال المتولدة من العمليات الجارية للمؤسسة ، أو من مصادر عرضية ، دون اللجوء إلى مصادر خارجية ” .

ويرى Depallens ” إن التمويل الداخلي يمكّن الشركة من تغطية الاحتياجات المالية اللازمة لسداد الديون ، و تنفيذ الاستثمارات الرأسمالية و زيادة رأس المال العامل ، و يشمل التمويل الداخلي الفائض النقدي المتولد من العملية التجارية و كذلك ثمن بيع الأصول غير المستخدمة حيث يشكلان القدرة الذاتية للمؤسسة على التمويل من مصادرها الداخلية ”  .

التمويل الداخلي في المؤسسة يعتمد على عدة طرق نذكر منها الطرق الأكثر شيوعا و المتمثلة فيما يلي :

التمويل الذاتي :

يعرف التمويل الذاتي بأنه  :

هو جملة المصادر التي تستطيع المنشأة بنفسها خلقها ، و غالبا ما تكون هذه المصادر من أموال الملاك على شكل أرباح محتجزة لم يتم توزيعها ، بالإضافة إلى بعض المخصصات المالية و خاصة مخصص الاستهلاك ،  والمؤونات الأخرى المختلفة ، أما معدل التمويل الذاتي فيحسب بالعلاقة : (التمويل الذاتي / قيمة الاستثمارات )

 فإذا ارتفع هذا المعدل فانه يدل على اعتماد المنشأة على التمويل الذاتي و أما المصدر الأساسي للتمويل الذاتي فهو الأرباح التي تحققها المنشاة و التي إذا تم إعادة توظيفها بمعدلات استثمار عالية فإنها تتزايد بشكل كبير و تغدو مصدرا هاما للتمويل .

أثناء النشاط العام للمؤسسة فإنها تقوم بحصر الإيرادات المحصل عليها وإنتاجها من جهة و أعباءها ومصارفها من جهة أخرى حيث الفرق بين هاتين العمليتين يحدد لنا نتائجها المالية وللحصول على النتيجة الصافية فإننا نقوم بطرح مختلف الأعباء والالتزامات اتجاه الضرائب  والممولين من خارجها وتبعا لسياسة وأهداف المؤسسة قد يوزع جزء من هذه النتيجة أما الباقي منها بعد التوزيع يضاف إليه الإهلاكان والمؤونات ليعطينا ما يسمى بقدرة التمويل الذاتي للمؤسسة وبعبارة مبسطة  تعطى بالعلاقة التالية ويتم حساب التمويل الذاتي انطلاقا من الفائض الإجمالي للاستغلال أو التدفق النقدي   الصافي ، و ذلك انطلاقا من القاعدة الموضحة في الجدول الموالي :

الجدول رقم (04) تحديد و حساب التمويل الذاتي
  • الفائض الإجمالي للإستغلال ( EBE )
  • + نواتج أخرى ( استثنائية )
  •  مصاريف أخرى ( استثنائية )
  • + نواتج مالية
  •  مصاريف مالية
  • + نواتج استثنائية
  • مصاريف استثنائية
  • مصاريف الإجراء
  • الضرائب على الأرباح
  •   قدرة التمويل الذاتي (الهامش الإجمالي للتمويل الذاتي MBA)
  • الأرباح الموزعة
  • التمويل الذاتي
المصدر : ( بتصرف ) C.Pérchon . J.Leurion . Opcit . p . 132

ب)- التنازل عن الأصول الثابتة : و التي يمكن أن تنتج من :

  • – التجديد العادي للأصول الثابتة وذلك كلما أتيحت الفرصة لبيع الأملاك المتجددة .
  • – بيع بعض الأصول الخارجة عن الاستغلال ( الأراضي , المباني الجماعية …..الخ ) .
  • – التنازل عن السندات .
  • – التنازل عن بعض الفروع المستقلة للمؤسسة .
  • –  التنازل عن أملاك ثابتة أو على أملاك التجهيز داخل المؤسسة , بواسطة عقد يحتوي على بند يتمثل في شرط إعادة الشراء وهو ما يعرف بطريقة ( Lease.back ) حيث أن هذه العمليات تقوم بها مؤسسات خاصة .
ج) التمويل بالإجار :

يدعى التأجير التمويلي باتفاق بين مؤجر ومستأجر لأصول رأسمالية إنتاجها يملكها المؤجر , وتبقى طيلة مدة الإيجار ويستفيد منها المستأجر بانتفاع كامل مقابل أقساط إيجار سنوي طول مدة حياة العقد .

يمكن القول بأنه في معظم الحالات التمويل الداخلي لا يكفي لوحده في تمويل المشاريع الاستثمارية وخاصة تلك التي تتطلب أموال معتبرة وللمحافظة على النمو داخل المؤسسة فإنها تجد نفسها مجبرة للجوء إلى التمويل الخارجي .

التمويل الخارجي

ينقسم التمويل الخارجي إلى نوعين , التمويل طويل الأجل والتمويل متوسط وقصير الأجل .

ا)- التمويل الخارجي طويل الأجل :

يقصد بمصادر التمويل الطويلة الأجل تلك المصادر التي تتميز بمدة زمنية طويلة و التي تتجاوز 7 سنوات و تكمن في : الأسهم العادية ، الأسهم الممتازة السندات و القروض طويلة الأجل .

  1. الأسهم العادية :

هناك عدة تعاريف لها حيث نقتصر على تعريف واحد شامل :

الأسهم العادية هي أوراق مالية لا تستحق ( أبدية ) ، تحمل قيمة اسمية و لا تعد بتوزيع أرباح ثابتة تصدرها الشركة للحصول على أموال ملكية ، و تمنح الأسهم العادية حامليها حقا في الملكية النهائية للشركة و ما يتبع ذلك من مخاطر أعمال الشركة ،  و تبعات المسؤولية التي تحددها نسبة المساهمة في الشركة ، و في حالة تصفية الشركة ، و لا يحق لحملة الأسهم العادية  المطالبة بحقوقهم في القيمة التصفوية للشركة إلا بعد تسوية مطالبات المقترضين و حملة الأسهم الممتازة كافة.

  1. الأسهم الممتازة :

تعتبر الأسهم الممتازة مزيجا للاقتراض و حقوق الملكية ، فهي كالديون ( أو السندات ) ، لها معدل أرباح ثابتة ، و لها حقوق الأولوية قبل الأسهم العادية ( و لكن بعد الديون ) على الأرباح الدورية للشركة و على قيمتها التصفوية في حالة الإفلاس ، من ناحية أخرى تشبه الأسهم الممتازة الأسهم العادية من حيث أنها لا تستحق و إن التخلف عن دفع الأرباح الموزعة المقررة لحاملها لا يؤدي بالشركة للإفلاس  .

حيث أنه

ليس لحملة الأسهم الممتازة حق التصويت و بالتالي ليس لهم تمثيل دائم في مجلس الشركة وإن المؤسسة تلجأ إلى هذا النوع من التمويل بالاعتماد على المفاضلة بين إصدار الأسهم أو إصدار السندات ، أو اللجوء إلى طلب القروض  من المؤسسات المالية . حيث “إن  الأسهم الممتازة تتميز كمصدر لتمويل المنشأة و ذلك بعد التزامها بسدادها في تاريخ معين أو عدم دفع تكاليف على رأس المال المقدم من المساهمين ، إلا في حالات تحقيق الأرباح فإنهم يتقاضون جزاء منها ” .

  1. السندات :

تعرف السندات على أنها :

مستند مديونية طويل الأجل ، تصدره المنشآت و يعطي لحامله الحق في الحصول على القيمة الاسمية للسند ، في تاريخ الاستحقاق ، كما يعطيه أيضا الحق في معدل فائدة دوري ( كوبون ) يتمثل في نسبة مئوية من القيمة الاسمية .

وقد تلجأ المؤسسة إلى التمويل عن طريق إصدار السندات من اجل الحصول على قروض طويلة الأجل لتمويل مختلف نشاطاتها ، و ما يميز ها هو التداول أي إمكانية شراء و بيع هذه السندات في السوق المالية ، تلجأ المؤسسة إلى إصدار السندات للأسباب التالية :
  • تجنب زيادة عدد المساهمين الذين من حقهم المشاركة في إدارة المؤسسة ، و المشاركة في الحصول على الأرباح ، بينما حملة السندات ليس لهم الحق في إدارة المؤسسة ، كما أن لهم الحق في الحصول عل فائدة محددة .
  • الفائدة المدفوعة على السندات تمثل مصاريف لذلك تخصم من الوعاء الضريبي .
  • تجنب تعطيل المؤسسة .
  1. التمويل بواسطة القروض طويلة الأجل :
و تعرف القروض طويلة الأجل بأنها :

إن القروض طويلة الأجل هي عبارة عن عقد يتم بين المؤسسات المالية و الشركة طالبة القرض و يتم تحديد بنود و شروط العقد على أساس التفاوض بين الطرفين و تشمل بنود العقد النقاط التالية :

  • – قيمة القرض.
  • – مدة القرض و ميعاد استحقاقه.
  • – معدل الفائدة و كيفية تسديد الفوائد .
  • – ضمانات العقد إن وجدت في حالة القروض المكفولة بضمان .” .

ب) التمويل متوسط وقصير الأجل :

هناك العديد من مصادر التمويل متوسطة و قصير الأجل , وعادة يأخذ شكل قروض مصرفية  بين المؤسسات و البنوك التجارية , أو الحصول على مواد و مشتريات من الموردين دون تسديد في نفس الوقت , بل يتم ذلك بعد فترة  في حدود معينة  و هي موارد للتمويل دون فوائد وان وجدت في غير معتبرة .

و بشكل عام فمصادر التمويل قصير الأجل تتوزع إلى :
  1.  القروض التجارية بين المؤسسات : يتم بين المؤسسة و المورد .
  2.  القروض المصرفية تقدمها البنوك التجارية للمؤسسات و هي نوعين مضمونة و غير مضمونة .
  3. قروض من جهات أخرى قد تأخذ المؤسسة قروضا في أشكال متعددة في إطار نشاطاتها , كسلفيات من الزبائن , أو خصم أوراق تجارية قبل وقتها .
مما سبق يظهر أن

سياسة التمويل تعتمد على نوعين من التمويل  , التمويل الخارجي و الداخلي , و يجب هنا ذكر أن هذه السياسة من مؤسسة إلى أخرى , وذلك حسب تصنيفها ( المعيار القانوني و الاقتصادي و معيار الحجم ) .

من ضمن هذه المؤسسات يمكننا ذكر المؤسسات ذات الأسهم الواسعة الانتشار في الدول التي تطبق الاقتصاد الحر , و في هذا النوع من هذه المؤسسات تظهر سياسة تمويل أخرى تعرف بأرباح الأسهم .

سياسة التمويل الداخلي والتمويل الخارجي

التمويل الداخلي الخارجي

التوازن بين التمويل الداخلي والتمويل الخارجي:

يُعد تحقيق التوازن بين التمويل الداخلي والخارجي من أهم التحديات التي تواجهها الدول. فالاعتماد الكبير على التمويل الخارجي قد يُعرض الدولة لمخاطر الديون الخارجية، بينما قد يُعيق الاعتماد الكلي على التمويل الداخلي فرص التنمية الاقتصادية.

فوائد التمويل الداخلي:

  • السيطرة: تحافظ الدولة على سيطرتها على قرارات التمويل والاستثمار.
  • الاستقرار: يُقلل من مخاطر الديون الخارجية ويُعزز الاستقرار الاقتصادي.
  • التنمية: يُحفز الادخار والاستثمار ويُساهم في تنمية الاقتصاد الوطني.

مخاطر التمويل الداخلي:

  • محدودية الموارد: قد لا تكون الموارد المالية الداخلية كافية لتمويل مشاريع التنمية الكبيرة.
  • التضخم: قد يؤدي زيادة الاعتماد على التمويل الداخلي إلى ارتفاع التضخم.
  • الاعتماد على الاقتراض: قد تضطر الدولة إلى الاقتراض من القطاع الخاص، مما قد يُزيد من تكلفة التمويل.

فوائد التمويل الخارجي:

  • تمويل المشاريع الكبيرة: يُمكن للدولة تمويل مشاريع تنموية كبيرة تتجاوز قدرة التمويل الداخلي.
  • نقل التكنولوجيا: يُمكن للدولة الاستفادة من نقل التكنولوجيا والمعرفة من الدول المتقدمة.
  • الاستثمار الأجنبي: يُساهم في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وخلق فرص عمل جديدة.

مخاطر التمويل الخارجي:

  • الديون الخارجية: قد تُصبح عبئًا على الدولة وتُعيق قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية.
  • التبعية: قد تُصبح الدولة مُتَابعة للدول المُقرضة في قراراتها الاقتصادية.
  • التقلبات المالية: قد تُعرض الدولة لمخاطر التقلبات في الأسواق المالية العالمية.

السياسة المثالية:

تتطلب سياسة التمويل المثالية تحقيق التوازن بين التمويل الداخلي والخارجي. يجب على الدولة تقييم احتياجاتها المالية ومخاطر كل نوع من أنواع التمويل قبل اتخاذ قرارات الاستثمار.

الأسئلة الشائعة عن التمويل

ما هو الفرق بين التمويل الداخلي والتمويل الخارجي؟

  • التمويل الداخلي: مصدر الأموال هو من داخل الشركة أو المؤسسة، مثل الأرباح المحتجزة، أو بيع الأصول، أو زيادة رأس المال من المساهمين.
  • التمويل الخارجي: مصدر الأموال هو من خارج الشركة أو المؤسسة، مثل القروض من البنوك، أو إصدار السندات، أو الحصول على استثمارات من المستثمرين الخارجيين.

2. التكلفة:

  • التمويل الداخلي: عادة ما يكون التمويل الداخلي أرخص من التمويل الخارجي، حيث لا توجد فوائد أو رسوم مرتبطة به.
  • التمويل الخارجي: عادة ما يكون التمويل الخارجي أغلى من التمويل الداخلي، حيث يتم احتساب فوائد أو رسوم على الأموال المقترضة.

3. السيطرة:

  • التمويل الداخلي: لا يؤثر التمويل الداخلي على سيطرة الإدارة على الشركة أو المؤسسة، حيث تبقى الأموال تحت سيطرة المساهمين الحاليين.
  • التمويل الخارجي: قد يؤثر التمويل الخارجي على سيطرة الإدارة على الشركة أو المؤسسة، خاصة في حال الحصول على قروض كبيرة أو إصدار سندات قابلة للتحويل إلى أسهم.

4. المخاطر:

  • التمويل الداخلي: عادة ما يكون التمويل الداخلي أقل مخاطرة من التمويل الخارجي، حيث لا يوجد خطر التخلف عن سداد القروض أو الفوائد.
  • التمويل الخارجي: قد يكون التمويل الخارجي أكثر مخاطرة من التمويل الداخلي، حيث يوجد خطر التخلف عن سداد القروض أو الفوائد، مما قد يؤدي إلى إفلاس الشركة أو المؤسسة.

5. سرعة الحصول على الأموال:

  • التمويل الداخلي: قد يكون الحصول على الأموال من خلال التمويل الداخلي أسرع من الحصول على الأموال من خلال التمويل الخارجي، حيث لا توجد حاجة لإجراءات معقدة للحصول على الموافقة على القروض أو إصدار السندات.
  • التمويل الخارجي: قد يستغرق الحصول على الأموال من خلال التمويل الخارجي وقتًا أطول، حيث توجد حاجة لإجراءات معقدة للحصول على الموافقة على القروض أو إصدار السندات.

6. الاستخدام:

  • التمويل الداخلي: يمكن استخدام التمويل الداخلي لأي غرض، مثل تمويل العمليات التشغيلية، أو الاستثمار في مشاريع جديدة، أو سداد الديون.
  • التمويل الخارجي: قد يكون استخدام التمويل الخارجي محددًا بشروط القرض أو إصدار السندات.

7. الشفافية:

  • التمويل الداخلي: لا توجد حاجة للإفصاح عن المعلومات المتعلقة بالتمويل الداخلي للمستثمرين أو الجمهور.
  • التمويل الخارجي: قد يكون هناك حاجة للإفصاح عن المعلومات المتعلقة بالتمويل الخارجي للمستثمرين أو الجمهور، خاصة في حال الحصول على قروض كبيرة أو إصدار سندات.
ملخص:

يعتمد اختيار نوع التمويل على احتياجات الشركة أو المؤسسة، مثل حجم الأموال المطلوبة، والتكلفة، والمخاطر، وسرعة الحصول على الأموال، والاستخدام المقصود للأموال.

مخاطر الاعتماد الكبير على التمويل الخارجي:

يُمكن أن يُشكل الاعتماد الكبير على التمويل الخارجي مخاطر كبيرة على الأفراد والشركات والحكومات على حدٍ سواء، تشمل:

1. مخاطر مالية:

  • ارتفاع تكلفة التمويل: قد ترتفع تكلفة التمويل الخارجي بشكل كبير، خاصة في حال ارتفاع أسعار الفائدة أو تدهور تصنيف الائتمان.
  • التعرض لتقلبات أسعار الصرف: قد تؤدي تقلبات أسعار العملات الأجنبية إلى زيادة عبء الدين على المقترضين.
  • التعرض لخطر التخلف عن السداد: قد يؤدي عدم القدرة على سداد الديون الخارجية إلى إفلاس الأفراد والشركات والحكومات.

2. مخاطر سياسية:

  • التعرض للتدخلات الخارجية: قد تُؤدي الضغوطات السياسية من الدول الدائنة إلى فرض شروط غير مُواتية على الدول المقترضة.
  • التعرض لخطر عدم الاستقرار السياسي: قد تؤدي الأحداث السياسية غير المستقرة في الدول الدائنة إلى زعزعة استقرار الأسواق المالية العالمية، مما قد يُؤثر سلباً على الدول المقترضة.

3. مخاطر اقتصادية:

  • إعاقة النمو الاقتصادي: قد يؤدي عبء الدين الخارجي الكبير إلى إعاقة النمو الاقتصادي، حيث تُضطر الدول إلى تخصيص جزء كبير من ميزانيتها لسداد الديون بدلاً من الاستثمار في المجالات الإنتاجية.
  • زيادة الفقر وعدم المساواة: قد تؤدي الأعباء المالية الكبيرة الناجمة عن التمويل الخارجي إلى زيادة الفقر وعدم المساواة في الدول المقترضة.

4. مخاطر اجتماعية:

  • زيادة عدم الاستقرار الاجتماعي: قد تؤدي الأزمات المالية الناجمة عن عبء الدين الخارجي الكبير إلى زيادة عدم الاستقرار الاجتماعي، مثل الاحتجاجات والمظاهرات.
  • تدهور الخدمات العامة: قد تُضطر الدول إلى تقليص الإنفاق على الخدمات العامة، مثل التعليم والصحة، من أجل سداد الديون الخارجية.

5. مخاطر بيئية:

  • تدهور البيئة: قد تُؤدي الأزمات المالية الناجمة عن عبء الدين الخارجي الكبير إلى تهميش قضايا البيئة، مما قد يؤدي إلى تدهور البيئة.
خطوات لتقليل مخاطر الاعتماد على التمويل الخارجي:
  • تنويع مصادر التمويل: يجب على الأفراد والشركات والحكومات تنويع مصادر التمويل لتقليل الاعتماد على التمويل الخارجي.
  • تحسين إدارة الدين: يجب على الدول وضع استراتيجيات فعالة لإدارة الدين الخارجي، بما في ذلك إعادة هيكلة الديون وتخفيف عبء الدين.
  • تعزيز النمو الاقتصادي: يجب على الدول التركيز على تعزيز النمو الاقتصادي لزيادة قدرتها على سداد الديون الخارجية.
  • تعزيز الاستقرار السياسي: يجب على الدول العمل على تعزيز الاستقرار السياسي لتجنب المخاطر السياسية التي قد تُؤثر على قدرتها على الحصول على التمويل الخارجي.

كيف يمكن للدول تحقيق التوازن بين التمويل الداخلي والخارجي؟

تحقيق التوازن بين التمويل الداخلي والخارجي:

يُعد تحقيق التوازن بين التمويل الداخلي والخارجي من أهم التحديات التي تواجهها الدول، خاصة الدول النامية.

إليك بعض الخطوات التي يمكن للدول اتخاذها لتحقيق هذا التوازن:

1. تعزيز الادخار المحلي:

  • تشجيع الادخار: من خلال تقديم حوافز ضريبية للمُدخرين، وزيادة الوعي بأهمية الادخار.
  • تطوير القطاع المالي: من خلال توسيع نطاق الخدمات المالية، وتوفير منتجات ادخارية متنوعة تناسب احتياجات مختلف فئات المجتمع.

2. زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر:

  • تحسين بيئة الاستثمار: من خلال سن القوانين والتشريعات التي تُشجع الاستثمار، وتوفير البنية التحتية اللازمة، وخلق بيئة آمنة ومُستقرة للمستثمرين.
  • الترويج للدولة كوجهة استثمارية: من خلال المشاركة في المؤتمرات والمعارض الدولية، وتقديم المعلومات والبيانات حول فرص الاستثمار في الدولة.

3. الاستفادة من تحويلات المغتربين:

  • تسهيل تحويلات المغتربين: من خلال خفض رسوم التحويل، وتوفير قنوات آمنة وسريعة لتحويل الأموال.
  • تشجيع المغتربين على الاستثمار في بلدانهم الأصلية: من خلال تقديم حوافز ضريبية، وتوفير فرص استثمارية مُجدية.

4. إدارة الدين العام بفعالية:

  • الحد من الاقتراض الخارجي: من خلال الاعتماد على التمويل الداخلي لتمويل المشاريع التنموية.
  • إعادة هيكلة الدين العام: من خلال إطالة مدة سداد القروض، وخفض أسعار الفائدة.

5. تعزيز الشفافية والمساءلة:

  • نشر المعلومات حول الدين العام: من خلال إتاحة المعلومات حول حجم الدين، وشروط سداد القروض، واستخدام الأموال المقترضة.
  • مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار: من خلال إتاحة الفرصة للمواطنين للمشاركة في مناقشة خطط الاقتراض والإنفاق.

6. الاستثمار في رأس المال البشري:

  • تطوير التعليم والتدريب: من خلال توفير تعليم جيد للجميع، وتوفير برامج تدريبية تُساعد على تنمية المهارات.
  • تحسين الرعاية الصحية: من خلال توفير رعاية صحية جيدة للجميع، وتحسين جودة الخدمات الصحية.

7. تعزيز الابتكار وريادة الأعمال:

  • توفير بيئة داعمة للابتكار وريادة الأعمال: من خلال سن القوانين والتشريعات التي تُشجع الابتكار، وتوفير التمويل اللازم للشركات الناشئة.
  • دعم البحث العلمي والتطوير: من خلال تخصيص أموال للبحث العلمي والتطوير، ودعم المؤسسات البحثية.

8. تنويع مصادر الدخل:

  • تطوير القطاعات الاقتصادية: من خلال التركيز على تنمية القطاعات الإنتاجية، مثل الزراعة والصناعة.
  • زيادة الصادرات: من خلال دعم الصادرات، وتشجيع الشركات على دخول أسواق جديدة.
المراجع:

تمويل الديون

خاتمة

التمويل الداخلي الخارجي

يُعد التوازن بين التمويل الداخلي والخارجي ضروريًا لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة. يجب على الدول تطوير استراتيجيات تمويلية فعالة تُساهم في تمويل مشاريع التنمية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.

أتمنى أن يكون هذا المقال مفيدًا لك.

التمويل الداخلي الخارجي: ركائز اقتصادية

  • انتهي البحث القانوني ويمكن لحضراتكم التعليق في صندوق التعليقات بالأسفل لأى استفسار قانوني
  • زيارتكم لموقعنا تشرفنا ويمكن الاطلاع علي المزيد من المقالات والأبحاث القانونية المنشورة للأستاذ عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض في القانون المدني والملكية العقارية من خلال أجندة المقالات
  • كما يمكنكم التواصل مع الأستاذ عبدالعزيز عمار المحامي من خلال الواتس اب شمال الصفحة بالأسفل
  • كما يمكنكم حجز موعد بمكتب الأستاذ عبدالعزيز عمار المحامي من خلال الهاتف ( 01285743047 ) وزيارتنا بمكتبنا الكائن مقره مدينة الزقازيق 29 شارع النقراشي – جوار شوادر الخشب – بعد كوبري الممر – برج المنار – الدور الخامس زيارة مكتبنا بالعنوان الموجود على الموقع
مع خالص تحياتي
logo2
Copyright © المقالة حصرية ومحمية بحقوق النشر الحقوق محفوظة لمكتب الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض
Print Friendly, PDF & Email
عبدالعزيز حسين عمار محامي بالنقض
عبدالعزيز حسين عمار محامي بالنقض

الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض خبرات قضائية فى القانون المدنى والملكية العقارية ودعاوى الإيجارات ودعاوى الموظفين قطاع حكومى وخاص وطعون مجلس الدولة والنقض ليسانس الحقوق 1997

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

©المقالة محمية بحقوق النشر الحقوق ( مسموح بالتحميل pdf في نهاية المقالة)

* { -webkit-touch-callout: none; /* iOS Safari */ -webkit-user-select: none; /* Safari */ -khtml-user-select: none; /* Konqueror HTML */ -moz-user-select: none; /* Old versions of Firefox */ -ms-user-select: none; /* Internet Explorer/Edge */ user-select: none; /* Non-prefixed version, currently supported by Chrome, Opera and Firefox */ }