سياسة أرباح الأسهم: مسار دقيق نحو تحقيق التوازن

سياسة أرباح الأسهم

في عالم الاستثمار تعد سياسة أرباح الأسهم وتوزيعها أحد أهم العوامل التي تُؤثر على قرارات المستثمرين ورضا المساهمين فهي بمثابة ميزان دقيق يُوازن بين احتياجات الشركة لتمويل خططها التوسعية وتطلّعات المساهمين للحصول على عائدٍ مجزٍ من استثماراتهم.

سياسة المشروع التجاري الربح

من المعروف أن الأهداف الرئيسية لأي مشروع تجاري  هو تحقيق الربح , فمتى تكونت شركة أو مؤسسة و بدأت بالقيام بنشاطها بنجاح فان المتوقع هنا هو تحقيقها للأرباح إذا كان رأس مال هذه المؤسسة ملكا للمساهمين فان إدارة هذه المؤسسة تجد نفسها أمام خيارين يتمثل الأول بالاحتفاظ بهذه الأرباح في المؤسسة لغرض إعادة استثمارها أو توزيعها على المساهمين.

كما يمكن أيضا الاحتفاظ بجزء منها في المؤسسة و توزيع الباقي على المساهمين , و من هنا تظهر أهمية سياسة توزيع أرباح الأسهم ونظرا لأننا يمكن اعتبارها السياسة المحددة لمصير الأرباح المحققة من طرف المؤسسة فالمسير المالي يقوم بتحديد مقدار التوزيعات على المساهمين .

و من ثم إظهار مقدار الأرباح التي سيتم حجزها داخل المؤسسة حيث أن مسالة التصرف في الأرباح تعتبر من المشاكل الجوهرية للتسيير المالي  و بالتالي للمسير المالي .

ولكي تتم هذه العملية بطريقة جيدة يتوجب على الإدارة لا سيما المسؤولين على التسيير المالي وضع خطة لسياسة توزيع الأرباح تعمل على الحفاظ على مصالح المؤسسة و حاملي الأسهم في نفس الوقت و هذا بحجز جزء من الأرباح و التي ستوجه لإعادة الاستثمار , وتوزيع الجزء الباقي .

سياسة توزيع أرباح الأسهم

سياسة أرباح الأسهم مسار دقيق

يجب على هذا التوزيع أن يأخذ بعين الاعتبار ناحيتين مهمتين  :

  • الناحية القانونية
  • الناحية المالية للمؤسسة .

التوزيع من الناحية القانونية:

نظرا لاختلاف القوانين بين الدول , و كذا اختلاف السياسات الاقتصادية المنتهجة , إلا إن معظم القوانين وضعت بشكل يعمل على المحافظة على المؤسسة كوحدة اقتصادية وطنية من جهة , والمساهمين كدائنين لهذه المؤسسة من جهة أخرى , حيث تنص معظم قوانين الدول خاصة المتقدمة منها على الشروط التالية  :

لا يجوز توزيع الأرباح إذا كانت الشركة في حالة إعسار , أو إذا ترتب على هذا التوزيع إعسار الشركة  ( ويقصد بالإعسار زيادة خصوم الشركة على أصولها ) .

لا يجوز القيام بالتوزيعات إلا إذا كانت قيمة الأصول بعد التوزيع تزيد على مجموع رأس المال القانوني في الشركة   وخصومها , أي بعبارة أخرى لا يجوز الدفع للمساهمين إذا أدى هذا الدفع إلى تخفيض رأس المال القانوني في الشركة ( القيمة الاسمية للأسهم ) .

لا يمكن إجراء التوزيعات إلا من الأرباح الفعلية التي حققتها الشركة دون المساس برأس المال .

التوزيع من الناحية المالية:

بعد الدراسة التي تقوم بها المؤسسة بخصوص التوزيع من الناحية القانونية , يتوجب عليها البحث على سلامة هذه العملية من الناحية المالية والتي يجب أن تهدف كما ذكرنا سابقا للحفاظ على مصالح المؤسسة و حملة أسهمها حيث يظهر هنا دور المكلف بالتسيير المالي فعند رسمه لسياسة التصرف في هذه الأرباح ينبغي عليه الأخذ بعين الاعتبار عدد من الأمور الهامة التي يمكن تلخيصها فيما يلي  :

  • بصفة عامة يجب تجنب التوزيع في حالة عدم تحقيق الشركة للأرباح حتى ولو كان هذا التوزيع جائزا من الناحية القانونية
  • يجب الاحتفاظ بنقدية كافية وبمركز سليم لرأس المال العامل .
  • ينبغي إتباع سياسة توزيع تعمل على رفع كل من المركز الاستثماري و المركز الانتمائي للشركة .
  • يجب بحث الاحتياجات المالية للمؤسسة و التي قد تستلزم إعادة استثمار كل أو معظم أو جزء من الأرباح .
  • يجب بحث تأثير الضرائب .

و بالإضافة إلى العوامل أو الاعتبارات الرئيسية السابقة  توجد اعتبارات أخرى مثل التنبؤات الاقتصادية و مقدار الأرباح المحققة , ولكن هذه الاعتبارات الأخيرة اقل أهمية ولا تلعب الدور الرئيسي الذي تلعبه الاعتبارات الأولى .

عند تطرقنا لسياسة التسيير المالي تبين لنا أنها جزء من السياسة العامة للمؤسسة , حيث تتمثل في كل من السياسة الاستثمارية بما فيها جوانب و أهداف و تقديرات للأموال الموجهة للاستثمار و كذا سياسة التمويل التي تخضع لكيفية اختيار طرق التمويل المتبعة بما فيها الداخلية والخارجية و كذا سياسة أرباح الأسهم التي يمنكن أن تكون مصدر تمويل إضافي للمؤسسة .

خلاصة

بعد التطرق إلى سياسة التسيير المالي التي يمكن أن ينتهجها المسير المالي في المؤسسة الاقتصادية و ذلك لتحقيق أهدافها

و ذلك من خلال سياستي الاستثمار و التمويل حيث أن المؤسسة تبحث و تسعى إلى تحقيق الأرباح و بذلك الاستمرارية و النمو  من خلال الاستثمار الذي يتطلب مصادر تمويل داخلية و خارجية و البحث عن المصدر الأقل تكلفة الذي يسمح بتحقيق ارباح  كبيرة

و كما رأينا أن على المؤسسة اختيار الأسلوب الأكثر مرونة و الذي يسمح لها حاجاتها التمويلية ، لان عدم اختيار مصدر  التمويل المناسب يجعل المؤسسة تواجه مشاكل حرجة خاصة إذا كان مبلغ التمويل كبيرا .

و عليه فان المسير المالي عليه القيام بتشخيص جيد للوضعية المالية و دراسة دقيقة و مفصلة لسياستي الاستثمار و التمويل قبل الإقدام على اتخاذ أي قرار مالي .

 أرباح الأسهم و تحقيق التوازن

التوازن بين احتياجات الشركة وتطلعات المساهمين:

تُواجه الشركات المُدرجة في البورصات معضلةً مُستمرةً في تحديد سياسة توزيع الأرباح . فمن ناحية تسعى الشركات  إلى الاحتفاظ بجزءٍ من أرباحها لإعادة استثمارها في مشاريع جديدة تُعزز نموها وتوسعها. ومن ناحية أخرى، يتطلّع المساهمون إلى الحصول على عائدٍ مُنتظمٍ من استثماراتهم، ممّا يُؤثّر على قيمة أسهمهم وسعرها في السوق.

أهم العوامل المؤثرة على سياسة توزيع الأرباح:

  • مرحلة حياة الشركة:

تُوزّع الشركات الناشئة عادةً أرباحًا قليلة أو لا تُوزّع أيّة أرباح على الإطلاق وذلك لتركيزها على تمويل نموها وخططها التوسعية. بينما تُميل الشركات الناضجة إلى توزيع أرباحٍ أكبر نظرًا لوجود استقرارٍ نسبيٍ في عملياتها وأنشطتها.

  • عوامل السوق:

تُؤثّر ظروف السوق على سياسة توزيع الأرباح ففي فترات الركود الاقتصادي، قد تُقلّل الشركات من توزيعاتها للحفاظ على سيولتها المالية. بينما تُميل إلى زيادة توزيعاتها في فترات الانتعاش الاقتصادي.

  • عوامل أخرى:

تُؤثّر عوامِل أخرى على سياسة توزيع الأرباح مثل هيكل رأس المال، وسياسة الاستثمار، ووجود ديونٍ مستحقة، وسياسة الإدارة العليا.

أنواع سياسة توزيع الأرباح:

  • سياسة توزيع الأرباح الثابتة:

تُوزّع الشركة نفس المبلغ من الأرباح على المساهمين  بشكلٍ دوري، بغض النظر عن مستوى الأرباح المُحققة.

  • سياسة توزيع الأرباح المُتغيرة:

تُوزّع الشركة أرباحًا مُتغيرةً بناءً على مستوى الأرباح المُحققة في كلّ فترةٍ زمنية.

  • سياسة توزيع الأرباح المُتراكمة:

تُؤجّل الشركة توزيع أرباحها لفترةٍ زمنيةٍ محددة، ثمّ تُوزّعها دفعةً واحدةً.

تأثير سياسة توزيع الأرباح على سعر السهم:

  • بشكلٍ عام، تُؤثّر سياسة توزيع الأرباح على سعر السهم بشكلٍ إيجابي.
  • تُفضّل بعض الشركات توزيع أرباحٍ مُنتظمةٍ لجذب المستثمرين، ممّا يُؤدّي إلى ارتفاع سعر السهم.
  • تُفضّل شركات أخرى إعادة استثمار أرباحها لتمويل نموها، ممّا يُؤدّي إلى ارتفاع قيمة الشركة على المدى الطويل، ممّا قد يُؤدّي إلى ارتفاع سعر السهم.

نصائح للمستثمرين عند تقييم سياسة توزيع الأرباح:

  • فهم احتياجات الشركة وأهدافها.
  • تقييم استقرار أرباح الشركة وقدرتها على الاستمرار في توزيعها.
  • مقارنة سياسة توزيع الأرباح مع الشركات المُماثلة في نفس القطاع.
  • الاستعانة بخبراء الاستثمار لتقييم سياسة توزيع الأرباح.

الأسئلة الشائعةعن أرباح الاسهم

سياسة أرباح الأسهم

ما هو أفضل نوع من أنواع سياسة توزيع الأرباح؟

لا يوجد أفضل نوع من أنواع سياسة توزيع الأرباح بشكلٍ مطلق، فكلّ نوعٍ له مزايا وعيوب، ويعتمد أفضل نوعٍ على احتياجات الشركة وأهدافها وظروف السوق.

وإليك بعض النقاط التي يجب مراعاتها عند اختيار نوع سياسة توزيع الأرباح:
  • مرحلة حياة الشركة:
    • الشركات الناشئة: قد تُفضّل سياسة توزيع الأرباح المُتغيرة أو عدم توزيع أيّة أرباح على الإطلاق لتركيزها على تمويل نموها.
    • الشركات الناضجة: قد تُفضّل سياسة توزيع الأرباح الثابتة أو سياسة توزيع الأرباح المُتغيرة المُستقرة.
  • عوامل السوق:
    • فترات الركود: قد تُقلّل الشركات من توزيعاتها للحفاظ على سيولتها المالية.
    • فترات الانتعاش: قد تُميل إلى زيادة توزيعاتها.
  • عوامل أخرى:
    • هيكل رأس المال:
      • وجود ديونٍ مستحقة: قد يُؤدّي إلى تقليل توزيعات الأرباح.
    • سياسة الاستثمار:
      • التركيز على النمو: قد يُؤدّي إلى تقليل توزيعات الأرباح.
    • سياسة الإدارة العليا:
      • تفضيل العائد الحالي: قد يُؤدّي إلى زيادة توزيعات الأرباح.
      • التركيز على النمو على المدى الطويل: قد يُؤدّي إلى تقليل توزيعات الأرباح.

وإليك بعض أنواع سياسة توزيع الأرباح مع مزاياها وعيوبها:

  • سياسة توزيع الأرباح الثابتة:

مزايا:
  • تُوفّر عائدًا مُنتظمًا للمساهمين.
  • تُعزّز ثقة المساهمين في الشركة.
عيوب:
  • قد تُؤدّي إلى نقص السيولة المالية للشركة.

  • قد تُؤدّي إلى توزيع أرباحٍ أقلّ من المُمكن في بعض الفترات.

  • سياسة توزيع الأرباح المُتغيرة:

مزايا:
  • تُوفّر مرونةً أكبر للشركة في إدارة سيولتها المالية.
  • تُتيح للشركة توزيع أرباحٍ أكبر في فترات الأرباح المُرتفعة.
عيوب:
  • قد تُؤدّي إلى عدم استقرار عائدات المساهمين.

  • قد تُؤدّي إلى انخفاض ثقة المساهمين في الشركة.

  • سياسة توزيع الأرباح المُتراكمة:

مزايا:
  • تُتيح للشركة تمويل مشاريع كبيرة.
  • تُوفّر عائدًا كبيرًا للمساهمين دفعةً واحدةً.
عيوب:
  • تُؤدّي إلى تأجيل عائدات المساهمين.
  • قد تُؤدّي إلى انخفاض سعر السهم في المدى القصير.

في النهاية، يجب على الشركات تقييم جميع العوامل المُؤثرة على سياسة توزيع الأرباح بشكلٍ دقيقٍ لضمان تحقيق أفضل النتائج للمساهمين وللشركة على حدٍّ سواء.

نصائح للمستثمرين عند تقييم سياسة توزيع الأرباح:

  • فهم احتياجات الشركة وأهدافها.
  • تقييم استقرار أرباح الشركة وقدرتها على الاستمرار في توزيعها.
  • مقارنة سياسة توزيع الأرباح مع الشركات المُماثلة في نفس القطاع.
  • الاستعانة بخبراء الاستثمار لتقييم سياسة توزيع الأرباح.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على المستثمرين الأخذ بعين الاعتبار أهدافهم الاستثمارية واحتياجاتهم المالية عند تقييم سياسة توزيع الأرباح.

خاتمة

سياسة أرباح الأسهم مسار دقيق

تُعدّ سياسة توزيع أرباح الأسهم أداةً مُهمةً لتحقيق التوازن بين احتياجات الشركة وتطلعات المساهمين. ويجب على الشركات تقييم جميع العوامل المُؤثرة على هذه السياسة بشكلٍ دقيقٍ لضمان تحقيق أفضل النتائج للمساهمين وللشركة على حدٍّ سواء.

سياسة أرباح الأسهم

  • انتهي البحث القانوني ويمكن لحضراتكم التعليق في صندوق التعليقات بالأسفل لأى استفسار قانوني
  • زيارتكم لموقعنا تشرفنا ويمكن الاطلاع علي المزيد من المقالات والأبحاث القانونية المنشورة للأستاذ عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض في القانون المدني والملكية العقارية من خلال أجندة المقالات
  • كما يمكنكم التواصل مع الأستاذ عبدالعزيز عمار المحامي من خلال الواتس اب شمال الصفحة بالأسفل
  • كما يمكنكم حجز موعد بمكتب الأستاذ عبدالعزيز عمار المحامي من خلال الهاتف ( 01285743047 ) وزيارتنا بمكتبنا الكائن مقره مدينة الزقازيق 29 شارع النقراشي – جوار شوادر الخشب – بعد كوبري الممر – برج المنار – الدور الخامس زيارة مكتبنا بالعنوان الموجود على الموقع
مع خالص تحياتي
logo2
Copyright © المقالة حصرية ومحمية بحقوق النشر الحقوق محفوظة لمكتب الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض

Print Friendly, PDF & Email
عبدالعزيز حسين عمار محامي بالنقض
عبدالعزيز حسين عمار محامي بالنقض

الأستاذ عبدالعزيز حسين عمار المحامي بالنقض خبرات قضائية فى القانون المدنى والملكية العقارية ودعاوى الإيجارات ودعاوى الموظفين قطاع حكومى وخاص وطعون مجلس الدولة والنقض ليسانس الحقوق 1997

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

©المقالة محمية بحقوق النشر الحقوق ( مسموح بالتحميل pdf في نهاية المقالة)

* { -webkit-touch-callout: none; /* iOS Safari */ -webkit-user-select: none; /* Safari */ -khtml-user-select: none; /* Konqueror HTML */ -moz-user-select: none; /* Old versions of Firefox */ -ms-user-select: none; /* Internet Explorer/Edge */ user-select: none; /* Non-prefixed version, currently supported by Chrome, Opera and Firefox */ }